دقيقا كثيرا وكعكا وقدم به مكة فأمر به فخبز ثم نحر جزورا وجعلها ثريدا عم به أهل مكة ولم يزل يفعل ذلك حتى استقلوا، وفي يقول ابن الزبعرى:
(عمرو العلا هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف)
والثريد بمثلثة ما اتخذ من لحم وخبز، قال:
(إذا ما الخبز تادمه بلحم ... فذاك أمانة الله الثريد)
وفي المنتقى كان هاشم أفخر قومه وأعلاهم وكانت مائدته منصوبة لا ترفع لا في السراء ولا في الضراء وكان نور رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه يتوقد شعاعه ولا يراه حبر إلا قبل يده ولا يمر بشيء إلا سجد له تغدوا إليه قبائل العرب ووفود الأحبار يحملون بناتهم يعرضون عليه أن يتزوج بهن حتى بعث إليه هرقل ملك الروم وقال إن لى ابنة لم تلد النساء أجمل منها ولا أبهى وجها فاقدم علي حتى أزوجكها فقد بلغني جودك وكرمك وإنما أراد نور المصطفى الموصوف عندهم في الأنجيل فأبى هاشم، قال ابن اسحاق وهو أول من مات من بنى عبد مناف واختلف في سنه فقيل عشرون وقيل خمس وعشرون سنة قاله الزرقاني.
(عق) أما العين فإشارة لعبد مناف من أناف ينيف إذا ارتفع لقب بذلك لأن أمه حبى بضم الحاء المهملة وموحدة مشددة ممالة أخدمته صنما عظيما لهم يسمى مناة ثم نظر أبوه قصي يوما فرأه يوافق عبد مناة بن كنانة فحوله إلى عبد مناف واسمه كما قال الشافعي المغيرة منقول من الوصف والهاء للمبالغة سمي به تفاؤلا أنه يغير على الأعداء وساد في حياة أبيه وكان مطاعا في قريش ويدعى القمر لجماله، قال الواقدي وكان فيه نور رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده لواء نزار وقوس إسماعيل وذكر الزبير عن موسى بن عقبة أنه وجد في كتابه في حجر أنا المغيرة بن قصي آمر بتقوى الله العظيم، وبصلة الرحم وإياه عنى القائل بقوله: