الناس ليطلقوه فقال لا والله حتى يكون رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم هو الذي يطلقني بيده، فلما مرّ عليه خارجا إلى صلاة الصبح أطلقه كذا في المواهب وغيرها. والآية التي نزلت في توبته:{وآخرون اعترفوا بذنوبهم} إلى {رحيم}، قال كاتبه سمح الله له وقد مرّ في الكلام على التفصيل بين فاطمة وأمها رضي الله عنهما أن فاطمة هي التي حلته وأنه لما أرادت أنتحله امتنع من أجل يمينه، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم، فاطمة بضعة مني، فحلته، فإن صح هذا فيكون معنى قوله أطلقه أي أمرها هي بإطلاقه والله تعالى أعلم.
ثم نزل ثعلبة بن السعية وأسيد بن السعية وأسد بن عبيد وهم ليسوا من بني قريظة ولا النضير نسبهم فوق ذلك هم بنو عم القوم، أسلموا الليلة التي نزلت فيها قريظة على حكمه صلى الله تعالى عليه وسلم فأحرزوا دماءهم وأموالهم وخرج في تلك الليلة عمرو بن سعد القرظي القروي فمر بحرس رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وعليه محمد بن مسلمة فلما رآه قال من هذا؟ قال أنا عمرو بن سعد، وكان أبي أن يدخل بني قريظة في غدر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال محمد بن مسلمة حين عرفه اللهم لا تحرمنا عثرات الكرام، فخلى سبيله فخرج حتى بات في مسجده صلى الله تعالى عليه وسلم بالمدينة ثم ذهب فلم يدر أين توجه، فذكر شأنه لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال ذلك رجل نجاه الله بوفائه انتهى من الاكتفاء.
ولما اشتد الحصار ببني قريظة أذعنوا أن ينزلوا على حكمه صلى الله عليه تعالى وسلم فقالت الأوس، قد فعلت في موالي الخزرج أي بني قينقاع ما علمت، أي حين سأله إياهم ابن أبي ووهبهم له، فقال ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟ قالوا بلى. قال فذلك إلى سعد بن معاذ، ابن هشام وحدثني من أثق به أن عليا صاح وهم محاصرون: يا كتيبة الإيمان. وتقدم هو والزبير وقال والله لأذوقن ما ذاق حمزة أو لأفتحن حصنهم، فقالوا ننزل على حكم سعد وكان عليه السلام قد جعله