في خيمة امرأة من اسلم في المسجد النبوي يقال لها رفيدة بضم الراء وفتح الفاء وسكون التحتية فدال مهملة فهاء تأنيث وكانت تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على من به ضيعة من المسلمين. وعن الواقدي أن اسمها كعيبة بالكاف أوله وبالتصغير وهما امرأتان اختلف فيمن تنسب الخيمة إليه منهما وليس أحدهما أسما والآخر لقبا قاله الزرقاني.
ولما حكم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم سعدا أتاه قومه فحملوه على حمار لأعرابي عليه قطيعة وقد وطئوا له بوسادة من أدم وهم يقولون يا أبا عمرو أحسن في مواليك فإن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إنما ولاك لتحسن فيهم.
فلما أكثروا عليه قال لقد ءان لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم. فلما انتهى سعد إلى رسول الله صلى الله عليه تعالى وسلم والمسلمين قال عليه الصلاة والسلام قوموا إلى سيدكم فانزلوه، قال رجل من بني عبد الأشهل قمنا له على أرجلنا صفين يحييه كل رجل منا حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأما المهاجرون من قريش فيقولون إنما أراد الأنصار وأما الأنصار فيقولون عم بها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم المسلمين، فقاموا إليه فقالوا إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم فاحسن فيهم واذكر بلاءهم عندك أي مناصرتهم ومعاونتهم لك قبل اليوم فجلس إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك؛ فقال سعد فإني أحكم فيهم بأن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري والنساء؛ فقال عليه الصلاة والسلام لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة بالقاف جمع رقيع بتذكير العدد علامعنى السقف إذا السماء مؤنثة وقياسه سبع، وأراد أن الحكم ينزل من فوق، ومثله قول زينب زوجني الله من نبيه من فوق سبع سماوات أي نزل تزويجها من فوق. قال في المواهب والرقيع السماء سميت بذلك