لأنها رقعت بالنجوم قال الزرقاني وظاهره أن كل سماء مرقوعة بالنجوم وهو أحد قولين والآخران الكواكب في السماء الدنيا حكاهما ابن كثير. وفي رواية للبخاري عن أبي سعيد لقد حكمت فيهم بحكم الله وربما قال بحكم الملك أي بكسر الام كما رجحه الحافظ وهما بمعنى. وعند اكرماني بفتح اللام أي جبريل لأنه ينزل بالأحكام، وعند ابن عائذ من حديث جابر فقال أحكم فيهم يا سعد فقال الله ورسوله أحق بالحكم، قال قد أمرك الله أن تحكم فيهم وأمر عليه السلام ببني قريظة بعد نزولهم من الحصن فكتفوا وجعلوا ناحية والنساء والذرية ناحية أدخلوا المدينة وحبسوا في دار رملة بنت الحارث بن ثعلبة النجارية والواقدي يقول رملة بنت الحدث بفتح الدال المهملة بغير ألف قبلها قال السهيلي والصحيح الأول، وعن عروة أنهم حبسوا في دار أسامة بن زيد قال في الفتح ويجمع بانهم جعلوا في بيتين كما صرح به في حديث جابر عند ابن عائذ انتهى.
وفي السبل سيق الرجال إلى دار أسامة والنساء والذرية إلى دار رملة فأمر لهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بأحمال تمر فنشرت لهم فباتوا يأكلون منها وحفر لهم أخدودا بضم الهمزة أي شق مستطيل في السوق وأخرجوا إليه أرسالا فضربت أعناقهم أي ضربها علي والزبير وأسلم الأنصاري كما في الطبراني وكانوا ستمائة أو سبعمائة، قال السهيلي والمكثر يقول ما بين الثمانمائة إلى تسعمائة وبقى عليه السلام عند الأخدود حتى فرغوا منهم عند الغروب فرد عليهم التراب واصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم لنفسه الكريمة، ريحانة بنت شمعون بن زيد إحدى بني عمرو بن قريظة عند الأكثر وقيل كانت من بني النضير متزوجة في قريظة رجل أسمه الحكم، وتزوجها عليه السلام بعد أن أسلمت وحاضت حيضه وكانت جميلة وسيمة وأصدقها أثنتي عشرة أوقية ونشا أي نصف أوقية، وأعرس بها في المحرم سنة ست في بيت سلمى بنت قيس النجارية وضرب عليها الحجاب وغارت عليه غيرة