شديدة وطلقها تطليقة فشق عليها فأكثرت البكاء فراجعها ولم تزل عنده حتى ماتت راجعة من حجة الوداع سنة عشر، ودفنت بالبقيع، ذكره الواقدي وابن سعد وغيرهما، وقيل كان يطؤها بملك اليمين والأول أثبت عند أهل العلم، كما قاله الواقدي، واقتصر عليه ابن الأثير انتهى من المواهب وشرحها.
وفي المواهب وشرحها وفي الكلاعي أنهم قالوا لكعب بن أسد سيدهم وهو يذهب بهم إرسالا إلى رسول الله صلى تعالى الله عليه يا كعب ما تراه يصنع بنا؟ قال أفي كل موطن لا تعقلون؟ ألا ترون أن الداعي لا ينزع؟ وأن من ذهب منكم لا يرجع؟ هو والله القتل. وأوتي بعدو الله حيي بن أخطب وعليه جلة فقاحية قد شقها من كل ناحية قدر أنملة ليلا يسلبها مجموعة يداه إلى عنقه بحبل فلما نظر إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكن من يخذل الله يخذل ثم قال أيها الناس لا بأس بأمر الله كتاب وملحمة كتبت على بني إسرائيل ثم جلس فضربت عنقه وقتل من نسائهم امرأة واحدة لم يقتل من نسائهم غيرها.
قالت عائشة رضي الله عنها والله إنها لعندي تحدث تضحك ظهرا وبطنا ورسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقتل رجالها إذا هتف هاتف باسمها أين فلانة قالت أنا قلت لها ويلك ما لك؟ قالت أقتل. قلت ولم؟ قالت لحدث أحدثته. فانطلق بها فضربت عنقها فكانت عائشة تعجب من طيب نفسها وكثرة ضحكها مع علمها أنها تقتل. قال ابن هشام هي التي طرحت الرحا على خلاد بن سويد فقتلته، وقوله فقاحية نسبة إلى الفقاح كرمان وهي الزهور إذا انفتحت أكمامه وعلى فلان حلة فقاحية وهي على لون الورد حين هم ان ينفتح وكان الزبير كاميرا بن باطيا القرظي قد من على ثابت بن قيس بن شماس يوم بعاث أخذه وخلى سبيله فجاءه ثابت يوم قتل قريظة وهو أي الزبير شيخ كبير فقال إني أردت أن أجزيك بيدك عندي فاستوهبت رسول الله صلى اله تعالى عليه وسلم