وتحجر جرحه للبرء أي تيبس أي دعي بذلك لما كاد جرحه يبرأ، فقال كما في البخاري اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد في قوم أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم إني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كان بقي من حرب قريش شيء فا بقني له حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت قد وضعتها فافجر ها بضم الجيم أي الجراحة واجعل موتي فيها. قال الحافظ فيه جواز تمنى الشهادة وهو مخصوص من عموم النهي عن تمنى الموت وفيه صبر سعد فانفجرت من لبته بفتح اللام والموحدة المشددة موضع القلادة من صدره، هذه رواية مسلم. وقال ابن خزيمة فإذا لبته قد انفجرت من كلمه وكان الجرح ورم حتى وصل إلى صدره فأنفجر من ثم. قال الحافظ فلم يرعهم بفتح أوله وضم ثانيه وسكون العين المهماة، أي لم يفزع أهل المسجد، وفي المسجد خيمة لرجل من بني غفار بكسر المعجمة الفاء إلا الدم يسيل إليهم وذكر ابن إسحاق ان الخيمة لرفيدة الأسلمية قال الحافظ فيحتمل أن يكون لها زوج من بني غفار بكسر المعجمة وخفة الفاء إلا الدم يسيل إليهم وذكر ابن اسحاق ان الخيمة لرفيدة الأسلمية قال الحافظ فيحتمل أن يكون لها زوج من بني غفار فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الدم الذي يأتينا من قبلكم أي من جهتكم؟ فإذا سعد يغذوا بغين فذال معجمتين أي يسيل جرحه دما فمات منها.
ولأحمد عن عائشة فانفجر كلمه وقد كان برئ إلا مثل الخرص بضم المعجمة وسكون الراء ثم مهملة من حلي الأذن انتهى.
وسبب انفجار جرحه أنه مرت به عنز وهو مضجع فأصاب ظلفها موضع النحر فانفجر الدم حتي مات، وحضر جنازته رضي الله عنه سبعون ألف ملك، واهتز لموته عرش الرحمن، رواه الشيخان من حديث جابر، وثبت عن عشرة من الصحابة أو أكثر قال ابن عبد البر هو ثابت اللفظ من طرق متواترة وقال البراء اهتز سريره لم يلتفت إليه العلماء انتهى.
وفي العتبية أن مالكا سئل عنه فقال أنهاك أن تقوله، وما يدري المرء أن يتكلم بهذا. قال ابن رشد إنما نهى مالك لئلا يسبق إلى وهم الجاهل