أن العرش إذا تحرك يتحرك الله لتحركه كالجالس منا على كرسيه، وليس العرش موضع استقرار الله تعالى، وتنزه عن مشابهة خلقه، انتهى. واختلف في تأويله فقالت طائفة على ظاهره واهتزازه تحركه فرحا بقدوم روح سعد، لأن العرش جسم مخلوق، قابل للحركة والسكون، وجعل الله تعالى فيه تمييزا حصل به هذا التحرك، ولا مانع منه، كما قال تعالى:{وإن منها لما يهبط من خشية الله} أي ينزل من علو إلى سفل، وهذا القول هو المختار عند القسطلاني ورجحه السهيلي وقال آخرون المراد باهتزازه استبشاره وقبوله بأن أودع فيه إدراكا علم بموته ففرح به وبهذا صدر الفتح ومنه قول العرب فلان يهتز للمكارم لا يريدون حركة جسمه، بل أنه يرتاح إليها، وقال الحربي هو عبارة عن تعظيم شأن وفاته والعرب تنسب الشيء المعظم إلى أعظم الأشياء فيقول أظلمت الأرض لموت فلان، ولم تظلم، وقامت له القيامة ولم تقم، وقال جماعة المراد اهتزاز سرير الجنازة، قال في المواهب وهو باطل ويرده صريح الروايات اهتز لموته عرش الرحمن فإن إضافته إليه تأبى السرير ومن قال هذا لم تبلغه هذه الروايات، وقيل المراد اهتزاز حملة العرش فرحا بقدومه. وروى الترمذي وصححه أن جنازته لما حملت قال المنافقون ما أخف جنازته. وقال صلى الله تعالى عليه وسلم أن الملائكة كانت تحمله وكأن المنافقين قالوا ذلك بزعمهم الفاسد أن خفته لخفة ميزانه، فرد عليهم عليه السلام، وكان سعد رجلا بادنا ولما حمل بكت أمه وقالت ويل أم سعد، سعدا، صرامة وحدا، وسؤددا ومجدا وفارسا معدا سد به مسدا. فقال صلى الله تعالى عليه وسلم كل نائحة سعد بن معاذ. وقال لها ليرقأ دمعك ويذهب حزنك فإن ابنك يضحك الله عز وجل له واسم أمة كبشة بنت رافع بن عبيد الأنصارية الصحابية ثم الخزرجية ذكر ابن سعد أنها اول من بايع من النساء وأهديت له علية السلام حلة حرير فجعل أصحابه يعجبون من لينها، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة