ابن الأثير والصنعاني وغيرهما وهو موضع من ناحية المدينة بينه وبين المريسيع مسيرة يوم، وفي سيرة مغلطاي يومين، فقال وبين المدينة والفرع ثمانية برد انتهى.
وأما الفرع بفتحتين فموضع بين الكوفة والبصرة (أنظر الزرقاني) فلما بلغه ذلك بعث إليهم بريدة بضم الموحدة وفتح الراء المهملة مصغرا ابن الحصيب بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين الاسلمي ليعلم حالهم فاستاذنه أن يقول فأذن له فأتاهم فوجدهم قد جمعوا الجموع فكلم الحارث وقالوا له من الرجل؟ قال: منكم قدمت لما بلغني من جمعكم لهذا الرجل فأسير في قومي ومن أطاعني حتى نستأصله، قال الحارث ونحن على ذلك فعجل علينا، فقال بريدة اركب الآن وآتيكم بجمع كثير من قومي، فسروا بذلك ورجع إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره خبرهم فندب صلى الله تعالى عليه وسلم الناس وخرج مسرعا في بشر كثير من المنافقين لم يخرجوا في غزاة مثلها ليس لهم رغبة في الجهاد إلا أن يصيبوا عرض الدنيا واستخلف على المدينة زيد ابن حارثة وقيل أبا ذر وقيل نميلة الليثي تصغير نميلة وقادوا ثلاثين فرسا للمهاجرين منها عشرة ومعه صلى الله تعالى عليه وسلم لزاز بكسر اللام وزاي مكررة مخففة لينهما ألف من لاززته أي الصقته كأنه لصق بالمطلوب لسرعته وقيل لاجتماع خلقه ومعه الظرب بفتح الظاء المعجمة كما في القاموس والسبل والنور وتكسر على ما في بعض نسخ النور وصدر به الشامي فراء مكسورة فموحدة واحد الظراب وهي أي الروابي الصغار سمي بذلك لكبره وسمنه وقيل لقوته وصلابته وذكر الشامي أنهما من جملة عشرة المهاجرين، قاله الزرقاني وخرجت عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما وأصاب عليه السلام جاسوسا لهم فسألوه عنهم فلم يذكر من شأنهم شيئا فعرض عليه الإسلام فأبى فأمر عمر بن الخطاب بضرب عنقه وبلغ الحارث ومن معه مسيره عليه السلام وأنه قتل جاسوسه فسيء بذلك هو ومن معه وخافوا خوفا شديدا، وتفرق