تحت الشجرة وهي سمرة أو أم غيلان، كان عليه السلام نازلا تحتها يستظل بها، فبايعوه على الموت كما رواه البخاري عن سلمة بن الأكوع وهو أول من بايع على ما في صحيح مسلم. وروي مسلم عن معقل بن يسار أنهم بايعوه على ان لا يفروا وجمع الترمذي بأن بعضا بايع على الموت، وبعضا على أن لا يفر. وقال الحافظ لا منافاة فالمراد بالمبايعة علي الموت أن لا يفروا ولو ماتوا. وروى الطبراني أن أول من بايع أبو سنان الأسدي واسمه وهب أو عامر أو عبد الله بن محصن أخو عكاشة وكذا رواه ابن مندة والبيهقي وصحح أبو عمر قائلا انه الأكثر والأشهر وقيل ابنه سنان ابن أبي سنان ووضع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم شماله في يمينه وقال هذه أي شماله عن عثمان وهذا قد يشعر بأنه لم يقتل فيكون معجزة ويؤيده ما جاء أنه لما بايع الناس قال اللهم ان عثمان في حاجتك وحاجة رسولك فضرب بإحدى يديه علي الأخري فكانت يده لعثمان خير من أيديهم لأنفسهم، قاله الزرقاني. ولما سمع المشركون بهذه البيعة ألقي الله في قلوبهم الرعب فأذعنوا إلى الصلح ولما فرغ من الصلح قام إلى هديه فنحره بالحديبية أي نحر أكثره بها، فلا ينافي ما رواه ابن سعد أنه بعث عشرين بدنة لتنحر عنه عند المروة مع رجل من أسلم وكانت البدن سبعين وفيها جمل لأبي جهل فى رأسه برة من فضة ليغيظ به المشركين وكان غنمه يوم بدر ثم حلق وروي أن الذي حلقه يؤمئذ خراش بمعجمتين بن أمية الخزاعي فلما رآه الناس تواثبوا ينحرون ويحلقون وفيهم من قصر فقال صلى الله تعالى عليه وسلم يرحم الله المحلقين، قالوا يا رسول الله والمقصرين؟ قال يرحم الله المحلقين، قالوا والمقصرين يا رسول الله؟ قال يرحم الله المحلقين. قالوا والمقصرين يا رسول الله؟ قال والمقصرين. قالوا يا رسول الله لما ظاهرت الترحيم للمحلقين دون المقصرين؟ قالو لم يشكوا. ولما حلق هو وأصحابه بالحديبية بعث الله ريحا عاصفة فحملت شعورهم فألقتها إلى الحرم فاستبشروا بقبول عمرتهم، وفي مسلم عن جابر مرفوعا لا يدخل