للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد رأي هذا ذعرا، فلما انتهى إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال قتل والله صاحبي وإني لمقتول أي إن لم ترده عني. ولابن عائذ وتبعه أبو بصير حتى دفع إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وهو عاض على أسفل ثوبه وقد بدا طرف ذكره والحصى يطير من تحت قدميه من شدة عدوه وأبو بصير يتبعه فجاء أبو بصير فقال يا بني الله قد أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم. فقال صلى الله تعالى عليه وسلم ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد ينصره، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم، ولابن عقبة وجاء أبو بصير بسلبه فقال خمسه يا رسول الله قال إني إذا خمسته لم أوف بالعهد الذي عاهدتهم عليه ولكن شأنك بسلب صاحبك واذهب حيث شثت. فخرج معه خمسة قدموا معه من مكة مسلمين فخرج حتى أتى سيف البحر بكسر المهملة أي ساحله فنزل العيص بكسر المهملة وسكون التحتية فصاد مهملة وكانت طريق مكة إذا قصدوا الشام وتفلت منهم أبو جندل في سبعين راكبا مسلمين فلحقوا بأبي بصير قريبا من ذي المروة علي طريق قريش فقطعوا مادتهم من طريق الشام وأبو بصير يصلي بأصحابه فلما قدم أبو جندل كان يؤمنهم أي لأنه من قريش، ولابن عقبة واجتمع لأبي جندل ناس من غفار وأسلم وجهينة وطوائف من الناس حتى بلغوا ثلاث مائة مقاتل وهم مسلمون اهـ. فلا يظفرون بأحد من قريش إلا قتلوه، ولا تمر بهم عير إلا اقتطعوها فأرسلت قريش أبا سفيان بن حرب إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يسألونه ويتضرعون إليه أن يبعث إلى أبي جندل ومن معه قالوا ومن خرج منا إليك فهو لك حلال، قال فأرسل إليهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم. ولابن عقبة فكتب صلى الله تعالى عليه وسلم إلى أبي بصير فقدم كتابه وأبو بصير يموت فمات وكتاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فى يده يقرؤه كما فى الكلاعي فدفنه أبو جندل مكانه وجعل عند قبره مسجدا وقدم أبو جندل ومن معه المدينة فلم يزل بها حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>