المسلمين خلفوهم فى ذراريهم فرجعوا وخذلوا أهل خيبر. وفي البخاري فى الأذان وكان صلى الله تعالى عليه وسلم إذا غزى قوما لم يغز بنا حتى يصبح وينظر فإن سمع أذانا كف عنه وإلا أغار. وروى ابن اسحاق انه صلى الله تعالى عليه وسلم لما أشرف على خيبر قال لأصحابه قفوا ثم قال اللهم رب السماوات وما أظللن ورب الأراضين وما أقللن ورب الشياطين وما أظللن ورب الرياح وما أذرين فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها وأعوذ بك من شر أهلها وشر ما فيها أقدموا باسم الله، وكان يقولها لكل قرية دخلها. وحكى الواقدي أن أهل خيبر لما سمعوا بقصده عليه السلام لهم كانوا يخرجون فى كل يوم عشرة آلاف مقاتل مستعدين صفوفا ثم يقولون محمد يغزونا هيهات هيهات فلا يرون أحدا حتى إذا كان الليلة التي قدم فيها المسلمون ناموا ولم تتحرك لهم دابة ولم يصح لهم ديك حتى طلعت الشمس فخرجوا بالمساحي، وفي رواية أحمد إلى زروعهم بمساحيهم ومكاتلهم والمساحي بمهملتين جمع مسحاة من آلة الحرث وهو من السحو بمعنى الكشف والإزالة، والمكاتل جمع مكتل بكسر الميم وفتح الفوقية وهي القفة الكبيرة التي يحول فيها التراب وغيره. ولما رأت اليهود رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قالوا محمد والله محمد، والخميس ومحمد. خبر هذا محذوفا، أي وفاعل جاء مقدرا والخميس ضبطه عياض بالرفع عطف وبالنصب مفعول معه وأدبروا هرابا، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين وخربت بكسر الراء صارت خرابا والمساحة الفناء وأصلها الفضاء بين المنازل والخميس الجيش سمي به لأنه خمسة أقسام المقدمة والساقة وهي مؤخره والقلب والميمنة والميسرة ويقال لهما الجناحان وقوله خربت خيبر إلخ .. يحتمل أنه قال ذلك بطريق الوحي، ويحتمل أنه تقاؤل أنها ستخرب لما رأى المساحي لأنها من السحو أي الإزالة، ولما كثر فيهم الهجوم والغارة فى الصباح سموا الغارة صباحا وإن وقعت