فى وقت آخر كما فى البيضاوي والصباح مستعار من صباح الجيش المثبت لوقت نزول العذاب، وفي رواية للبخاري أنه قال ذلك ثلاثا وفيه استحباب التكبير عند الحرب وتثليته قال الزرقاني في شرح المواهب وهذا الحديث أصل في جواز التمثيل والاستشهاد بالقرآن والاقتباس نص عليه بن عبد البر وابن رشيق كلاهما فى شرح الموطأ وهما مالكيان والنووي فى شرح مسلم كلهم فى شرح هذا الحديث، وكذا صرح بجوازه القاضي عياض والباقلاني من المالكية وحكى الشيخ داود اتفاق المالكية والشافعية على جوازه غير أنهم كرهوه فى الشهر خاصة، وروي الخطيب البغدادي وغيره بالاسناد عن مالك أنه كان يستعمله، قال السيوطي هذه أكبر حجة على من زعم أن مذهب مالك تحريمه وأما مذهبنا فأجمع أيمته على جوازه والأحاديث الصحيحة والآثار عن الصحابة والتابعين تشهد لهم فمن نسب إلى مذهبنا تحريمه فقد أفشى وأبان أنه أجهل الجاهلين انتهى. وهذا منه قاض بغلطة فيما أورده فى عقود الجمان انتهى كلام الزرقاني بلفظه.
قال مغلطاي وغيره وفرق صلى الله تعالى عليه وسلم الرايات فدفع رايته العقاب إلى الحباب بن المنذر وراية لسعد بن عبادة ولواؤه وهو أبيض إلى علي وقد صرح جماعة من اللغويين بترادف الراية واللواء وهو العلم الذي يحمل فى الحرب لكن روي أحمد عن ابن عباس والطبراني عن ابي هريرة قالوا كانت رايته صلى الله تعالى عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض وهو ظاهر فى التغاير فلعل التفرقة بينهما عرفية، قال الحافظ وفي المصباح ولواء الجيش علمه وهو دون الراية وكانت رايته عليه السلام العقاب من برد لعائشة وهي سوداء، وفي البخاري كان عليا رضي الله عنه تخلف عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في خيبر وكان رمدا بكسر الميم وللطبراني أرمد شديد الرمد فقال أنا أتخلف عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فلحق فلما بتنا الليلة التي فتحت فى صبيحتها قال لأعطين الراية غدا أو ليأخذن