للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال سعيد بن أبي هلال بلغني أنهم دفنوا زيدا وجعفرا وابن رواحة في حفرة واحدة وفي الصحيح وما يسرهم أنهم عندنا أي لما رأووا من فضل الشهادة ثم أخذ الراية ثابت بن أقرم بفتح الهمزة وسكون القاف وبالراء والميم البلوي البدري حليف بني العجلان بطن من الأنصار فقال يا معشر المسلمين أصطلحوا على رجل منكم قالوا أنت لها، قال ما أنا بفاعل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية دافع القوم ثم انحاز وانحيز عنه حتى انصرف بالناس. وفي الصحيح أخذ الراية سيف من سيوف الله تعالى حتى فتح الله على يديه، وفي رواية ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء وهو أمير نفسه ثم قال صلى الله تعالى عليه وسلم اللهم أنه سيف من سيوفك فأنت تنصره، فمن يومئذ يسمى سيف الله.

وفي المواهب وشرحها وانكشف الناس فكانت الهزيمة فتبعهم المشركون فقتل من قتل من المسلمين وعدد من قتل منهم اثنا عشر رجلا الأمراء الثلاثة ومسعود بن الأسود وهو من بنى عدي بن كعب ووهب بن سعد بن أبي سرح وهو من بنى مالك بن حسل وعباد بن قيس الخزرجي والحارث بن النعمان وسراقة بن عمرو النجاريان وأبو كليب وجابر ابنا عمرو بن زيد بن عوف وعمرو وعامر ابنا سعد بن الحارث وزاد ابن الكلبي والبلاذري هويجه الضبي وهو بفتح الهاء وسكون الواو وفتح الموحدة فجيم فهاء تأنيث وروى أنه لما قتل فقد جسده وفي هذا من مزيد عناية الله تعالى بالمسلمين ما لا يخفى إذ عدتهم ثلاثة آلاف وقاتلوا أكثر من مائتي ألف سبعة أيام، ولم يقتل منهم إلا ثلاثة عشر كذا ذكر ابن سعد وغيره أن الهزيمة كانت على المسلمين وقال الحاكم قاتلهم خالد بن الوليد فقتل منهم مقتلة عظيمة وأصاب غنيمة وكانت الهزيمة على المشركين وهذا ظاهر حديث الصحيح كما مر قريبا، وفيه أيضا عن خالد لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقى في يدي إلا صفحة يمانية بتخفيف الياء وحكى شدها. وقال ابن إسحاق انحازت كل طائفة عن الأخرى من غير هزيمة، قال اليعمري وهو المختار لكن قال الشامي وافق ابن إسحاق شر ذمة لكنه خلاف ظاهر قوله صلى الله تعالى عليه وسلم ففتح على يديه والأكثرون على أن خالد والمسلمين

<<  <  ج: ص:  >  >>