قاتلوا المشركين حتى هزموهم، وفي حديث أبي عامر أن خالداً لما حمل اللواء حمل على القوم فهزمهم أسوأ هزيمة حتى وضع المسلمون أسيافهم حيث شاءوا ونحوه عن الزهري وابن عقبة وابن عائد وعروة وغيرهم، وقال في الفتح اختلف أهل النقل في المراد بقوله صلى الله تعالى عليه وسلم حتى فتح الله عليهم هل كان هناك هزيمة للمشركين أو المراد بالفتح انحياز المسلمين حتى رجعوا سالمين انتهى المراد منهما. وقال الإمام ابن أبي جمرة اختلف العلماء في عسكر المسلمين هل كانت الهزيمة عليهم أو على المشركين فحكى ابن سعد أنها كانت على المسلمين إلى أن قال وذهب جماعة أن الهزيمة كانت على المشركين وهو الأقرب ورجحه البيهقي.
وعن العطاف بن خالد لما قتل ابن رواحة مساء بات خالد فلما أصبح جعل مقدمته ساقته وساقته مقدمته وميمنته ميسرته وميسرته ميمنته فأنكروا ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيأتهم وقال قد جاءهم مدد فرعبوا وانكشفوا منهزمين فقتل منهم مقتلة لم يقتلها قوم، وكذا ذكر موسى بن عقبة. وذكر ابن إسحاق أن قطبة بن قتادة العذري وكذا ذكر موسى بن عقبة. وذكر ابن إسحاق أن قطبة بن قتادة العذري وكان رأس ميمنة المسلمين قتل مالك بن رافلة ويقال رافلة البلوي وهو أمير عرب النصارى فقال يفتخر:
(طعنت ابن رافلة ابن الأرش ... برمج مضي فيه ثم انحطم)
ثم قال:
(وسقنا نساء بني عمه ... غداة رقوقين سوق الغنم)
وفيه التصريح بأنهم سبوا نساءهم وبعد البيت الأول:
(ضربت على صيره جيده ... فما مال كما مال غصن السلم)
والصير جانب الشيء وطرفه وضميره للجيد والله أعلم. أي ضربت جيده على جانبه. ولما أصيب القوم قال صلى الله تعالى عليه وسلم أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيداً ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيداً ثم صمت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حتى تغيرت وجوه الأنصار وظنوا أنه قد كان في عبد الله بن رواحة ما يكرهون ثم قال صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم أخذها عبد الله بن