رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيداً ثم قال لقد رفعوا لي في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب فرأيت في سرير عبد الله بن رواح ازوراراً عن سريري صاحبيه فقلت عم هذا؟ فقيل لي مضيا وتردد عبد الله بعض التردد ثم مضى وذكر ابن عقبة أن يعلى بن أمية الحنظلي حليف قريش وأمه منية بضم الميم وسكون النون وفتح التحتية الخفيفة وبها اشتهر وبأبيه معاً وقيل هي أم أبيه وهي أم العوام والد الزبير قاله الزرقاني وهو الذي قدم بخبر أهل مؤتة فقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إن شئت فأخبرني وإن شئت أخبرتك. قال أخبرني فأخبره خبرهم كله فقال والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفاً فلم تذكره. فقال صلى الله تعالى عليه وسلم أن الله رفع لي الأرض حتى رأيت معركتهم.
وللطبراني عن أبي اليسر بفتح التحتية والمهملة كعب بن عمر السلمي بفتحتين البدري أن أبا عامر الأشعري هو الذي أخبر النبي صلى الله تعلى عليه وسلم بمصابهم. وقال حسان يبكيهم:
(تأوبني ليل بيثرب أعسر ... وهم إذا ما نوم الناس مسهر)
(لذكرى حبيب هجيت لي لوعة ... سفوحاً وأسباب البكاء التذكر)
(بلى إن فقدان الحبيب بلية ... وكم من كريم يبتلى ثم يصبر)
(رأيت خيار المسلمين تواردوا ... شعوب وخلفا بعدهم يتأخر)
(فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا ... بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر)
(وزيد وعبد الله حين تتابعوا ... جميعاً وأسباب المنية تخطر)
(غداة مضوا بالمومنين يقودهم ... إلى الموت ميمون النقيبة ازهر)
(أغر كضوء البدر من آل هاشم ... أبي إذا سيم الظلامة مجسر)
(فطاعن حتى مال غير موسد ... بمعترك فيه قنى متكسر)
(فصار مع المستشهدين ثوابه ... جنانه وملتف الحدائق أخضر)
(وكنا نرى في جعفر من محمد وفاء وأمراً حازماً حين يأمر)
(وما زال في الإسلام من آل هشام ... دعائم عز لا يزلن ومفخر)
(بهاليل منهم جعفر وابن أمه ... علي ومنهم أحمد المتخير)
(وحمزة والعباس منهم ومنهم ... عقير وماء العود من حيث يعصر)
(بهم تفرج اللواء في كل مأزق ... عماس إذا ما ضاق بالناس مصدر)