وكسر الميم وسكون التحتية ففوقية الزق، نسبته إلى السمن والدسم بدال فسين مكسورة، الكثير الودك، والأحمس بحاء وسين مهملتين الذين لا خير عنده؛ من قولهم عام أحمس أي لا مطر فيه (انظر الزرقاني) فقال ويحكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم فإنه قد جاءكم بما لا قبل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. قالوا قاتله الله، فما تغني دارك عنا. قال ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن، فتفرق الناس في دورهم وإلى المسجد.
ولما انتهى عليه السلام إلى ذي طوى وقف على راحلته ووضع رأسه تواضعاً لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح حتى أن عثنونه بضم المهملة والنون بينهما مثلثة ساكنة أي لحيته ليكاد يمس رحله، ولما وقف هناك قال ابو قحافة لابنة له وقد كف بصره أظهريني على أبي قبيس فأشرفت به عليه فقال ماذا ترين قالت أرى سواداً مجتمعاً، قال تلك الخيل. قالت وأرى رجلاً يسعى بين ذلك السواد مقبلاً ومدبراً قال ذلك الوزاع يعني الذي يأمر الخيل، ثم قالت والله انتشرت السواد، فقال قد والله أذن، دفعت الخيل فأسرعي إلى بيتي فانحطت به وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته. ولما دخل عليه السلام المسجد أتى أبو بكر بأبيه يقوده، فقال صلى الله عليه وسلم هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه. قال أبو بكر هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليك، فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال أسلم، فأسلم. ورآه صلى الله تعالى عليه وسلم وكأن رأسه ثغامة فقال غيروا من شعره ودخل يومئذ خالد بن الوليد من أسفل مكة من مدى بالضم والقصر وكان على المجنبة اليمنى وهو بضم الميم وفتح الجيم وكسر النون المشددة كما في الزرقاني وكان أبو عبيدة على الحسر بضم الحاء المهملة وتشديد السين المهملة فراء وهم الذين لا دروع لهم وكون أبي عبيدة على الحسر رواه أحمد والنسائي وروى مسلم أن أبا عبيدة كان على البياذقة بفتح الموحدة وخفة التحتية فألف فذال معجمة فقاف فتاء تأنيث أي الزجالة، فارسية معربة، فلما دخل خالد من كدى وجد بها جموعاً من بني بكر وناساً من هذيل ومن الأحابيش فقاتلوا خالداً ورموه بالنبل فقاتلهم فانهزموا، أقبح الانهزام وقتل من بني بكر نحواً من عشرين رجلاً ومن هذيل ثلاثة أو أربعة