أتنكب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حيث كان لئلا يراني حتى قبضه الله؛ ومنهم الحارث بن طلاطل الخزاعي قتله علي ذكره أبو معشر كذا في المواهب وشرحها وذكر غير واحد أن صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو جمعوا أناساً بالخندمة بالخاء المعجمة ونون جبل في أسفل مكة ليقاتلوا المسلمين فناوشوهم شيئاً من القتال فقتل ابن الميلاء من خيل خالد وقتل من المشركين اثني عشر أو ثلاثة عشر ثم انهزموا، وفي ذلك يقول جماش بن قيس بجيم مكسورة وميم مخففة وشين معجمة يخاطب امرأته حين لامته على الفرار وقد كان يصلح سلاحه ويعدها أن يخدمها بعض المسلمين ويقول:
(إن تقبلوا اليوم فما لي عله ... هذا سلاح كامل وأله)
(وذو غرارين سريع السله)
ولما فر ولامته قال:
(إنك لو شهدت يوم الخندمة ... إذ فر صفوان وفر عكرمه)
(أبو يزيد قائم كالمؤتمه ... واستقبلتهم بالسيوف المسلمه)
(يقطعن كل ساعد وجمجمه ... ضربا فلا تسمع إلا غمغمه)
(لهم نهيت خلفنا وهمهمه ... لم تنطقي باللوم أدنى كلمه)
والآلة بفتح الهمزة الحربة العريضة النصل والسلاح وجميع أداة الحرب، وذو غرارين تثنية غرار بالكسر وهو حد السيف، والغمغمة أصوات الأبطال عند القتال، والنهيت الزئير والهمهمة تردد الزئير في الصدر، قاله في القاموس وقوله وأبو بقلب الهمزة وأبو يزيد سهيل بن عمرو والمؤتمة كمطفل امرأة لها أيتام وجمعها مئاتم والمؤتمة الاسطوانة قاله في الحلة السيرا ويروى هذا الشعر أي الأخير للمرعاش الهذلي.
وفي البخاري وغيره أنه عليه السلام دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر وهو بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الفاء زود بنسج من الدروع على قدر الرأس وفي مسلم أنه خطب الناس وعليه عمامة سوداء وكانت الخطبة عند باب الكعبة وجمع بينهما باحتمال أنه أول دخوله على رأسه المغفر ثم أزاله ولبس العمامة، وأن العمامة ملفوفة فوق المغفر إشارة للسؤدد أو كانت تحت المغفر، وقاية لرأسه الشريف