للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من صدا الحديد وفي البخاري من أسامة أنه قال قبل أن يدخل مكة بيوم يا رسول الله أين تنزل غداً في دارك بمكة؟ فقال صلى الله تعالى عليه وسلم وهل ترك لنا عقيل من منزل؟ وكان عقيل وارث أبا طالب هو وطالب ولم يرثه علي ولا جعفر، لأنهما كانا مسلمين وأخرجه الفاكهاني وقال في آخره ويقال أن الدار التي أشار إليها كانت دار هاشم ثم صارت لعبد المطلب فقسمها بين ولده ثم صار له صلى الله تعالى عليه وسلم نصيب أبيه اهـ.

وقوله في دارك بحذف الاستفهام؟ وفي البخاري قال عليه الصالة والسلام منزلنا إن شاء الله تعالى إذا فتح الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر أي في حال كفرهم أن لا يبالغوا بني هاشم ولا يناكحوهم وحصروهم في الشعب يعني بالخيف المحصب، قال الحافظ والخيف ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن المسيل الماء.

وفي البخاري عن أم هانئ بنت أبي طالب أنه عليه السلام يوم فتح مكة اغتسل في بيتها ثم صلى الضحى ثمان ركعات ثم رجع إلى حيث ضربت خيمته وأجارت أم هانئ حموين لها أي رجلين من أقارب زوجها وكانت عند هبيرة بن أبي وهب المخزومي قالت فدخل علي علي أي ابن أبي طالب فقال والله لاقتلنها فأغلقت عليهما بيتي ثم جئت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فلما رآني قال مرحباً وأهلاً بأم هانئ فأخبرته خبر الرجلين وخبر علي فقال صلى الله تعالى عليه وسلم قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ فالرجلان المذكوران الحارث بن هشام وزهير بن أبي أمية وقيل ثانيهما عبد الله بن أبي ربيعة، وأما ما روي من أنهما الحارث وهبيرة زوجها فليس بشيء لأن هبيرة هرب عند الفتح إلى نجران ومات بها مشركاً، قاله الحافظ؛ ولما كان الغد من يوم الفتح في عشرين من رمضان قام عليه السلام خطيباً على باب البيت بعدما خرج منه بحمد الله ثم قال أيها الناس إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام بحرمة الله تعالى إلى يوم القيامة فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً أو يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص فيها لقتال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقولا إن الله تعالى قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما حلت لي

<<  <  ج: ص:  >  >>