والخفر محركة شدة الحياء والكلل بكسر الكاف جمع كلة بكسرها أيضاً وهو ستر رقيق ومحبوراً منعماً والمنتجب المتخير من أصل نجيب أي كريم والمقتبل المستقبل الخير على كسر الياء وبفتحها المقابل بالخير من قولهم رجل مقتبل الشباب أي لم ير فيه أثر كبر. وقوله ينير بضم التحتية أي يضيء النور المذكور فوق أغر الوجه أي أبيضه ومتوج لابس للتاج الذي تلبسه الملوك وهو شبه عصابة تزين بالجوهر ويسموا يعلو ومرتدياً حال والوقار العظمة والسكينة وترجف بضم الجيم تهتز أي كادت تهتز، قال تعالى:{وبلغت القلوب الحناجر} أي كادت تبلغها إذ لو بلغتها لماتوا والزهو السرور والفرق الفزع فهي تهتز من أجل السرور بهذا الجيش لإزالته ما كان بها من الفساد ومن الفزع من صولته والجو ما تحت السماء ويزهر بفتح الهاء يضيء والجذل الفرح وتختال زهواً أي تتبختر في مشيتها كبراً وعجباً فتغاير معنى الزهو هنا مع ما سبق والأعنة جمع عنان بالكسر وهو سير اللجام والعيس الإبل البيض يخالط بياضها شقرة وتنثال بفتح الفوقية وسكون النون فمثلثه فلام تنصب من كل جهة ورهواً بالمراء أي ذات رهو وهو السير السهل وقال الطرابلسي أي ساكنة أو متتابعة انتهى.
وكأن المراد بسكونها أنها انتصبت مطمئنة بلا فزع وثنى بكسر المثلثة وفتح النون والجدل بضمتين جمع جديل وهو الزمام المجدول أي المضفور وثنى الجدل ما انثنى منها أي التوى على أعناق الإبل والزمام ما كان في الأفق وحول بكسر ففتح أي تغير وأهل بفتحات واللام ثقيلة أي رفع صوته وثهلان بمثلثة مفتوحة جبل معروف والتهليل قول لا إله إلا الله ويذبل كينصر اسم جبل والذبل الرماح الذوابل وهي التي لم تقطع من منابتها حتى ذبلت أي جفت وإذا قطعت كذلك كانت أجود وأصلب وتهليلاً صياحاً من أجل الفزع أنتهى. وغالب التفسير للزرقاني وبعضه للقسطلاني.
ولما فتح الله مكة على رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم قال الأنصار بعضهم لبعض أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته، قال أبو هريرة وجاء الوحي وكان إذا جاء لم يخف علينا فليس أحد من الناس يرفع طرفه إليه فلما قضى الوحي قال يا معشر الأنصار، قالوا