لبيك يا رسول الله قال قلتم أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته قالوا قلنا ذلك يا رسول الله قال فما اسمي إذاً؟ كلا إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم المحيا محياكم والممات مماتكم، فأقبلوا إليه يبكون يقولون والله يا رسول الله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله وبرسوله. فقال صلى الله تعالى عليه وسلم فإن الله ورسوله يعذرانكم ويصدقانكم. الضن بكسر الضاد المعجمة وشد النون أي البخل والشح به، أي أن يشركنا فيه أحد غيرنا كما ضبطه الشامي ولعله الرواية وإلا ففتحها لغة أيضاً ويعذرانكم بكسر الذال يقبلان عذركم وفي فضالة بفتح الفاء ابن عمير بن الملوح بضم الميم وفتح اللام والواو المشددة الليثي أن يقتل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهو يطوف بالبيت فلما دنى منه قال له عليه السلام أفضالة؟ قال، عم يا رسول الله. قالأ ماذا كنت تحدث به نفسك؟ قال لا شيء كنت أذكر الله. وضحك عليه السلام ثم قال استغفر الله ثم وضع يده المباركة على صدره، فكان فضالة يقول والله ما رفع يده عن صدري حتى ما خلق الله شيئاً أحب إلي منه، قال فضالة فرجعت إلى أهلي فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها فقالت هلم إلى الحديث، فقلت لا. وانبعث يقول:
(قالت هلم إلى الحديث فقلت لا ... يابا على الله والإسلام)
(لو ما رأيت محمداً وقبيله ... بالفتح يوم تكسر الأصنام)
(لرأيت دين الله أضحى واضحاً ... والشرك يغشى وجهه الإظلام)
وطاف عليه السلام بالبيت سبعاً على القصواء والسلمون معه ومحمد بن مسلمة آخذ بزمام الناقة وذلك يوم الجمعة لعشر بقين من رمضان. وقيل يوم الاثنين. قال الزرقاني ولا عاضد له وكان حول البيت ثلاث مائة وستون صنماً فكلما مر بصنم أشار إليه بقضيبه، وفي مسلم بسية القوس وهي سكر المهملة وتخفيف التحتية ما عطف من طرفه وهو يقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، فيقع الصنم لوجهه وللطبراني فلم يبق وثن استقبله إلا سقط على قفاه مع أنها كانت ثابتة في الأرض قد شد لهم إبليس أقدامها بالرصاص فلما فرغ من طوافه نزل عن راحلته ولابن أبي شيبة عن عمر فما وجدنا مناخاً في المسجد حتى أنزل على أيدي الرجال وصح عن ابن عمر قال أقبل