رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عام الفتح على ناقته القصواء وهو يقرأ سورة الفتح يرجع صوته بالقراءة وهو مردف أسامة ومعه بلال وعثمان بن طلحة بن أبي طلح’ بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار ثم دعى عثمان بن طلحة فقال ائتني بالمفتاح فذهب إلى أمه سلافة بضم السين المهملة وتخفيف اللام وبالفاء بنت سعيد الأنصارية وأسلمت بعد فأبت أن تعطيه المفتاح وعن الواقدي أنها قالت له واللات والعزى لا أدفعه إليك، فقال لا لات ولا عزى قد جاء أمر غير ما كنا فيه والله لتعطينه أو ليخرجن هذا السيف من صلبي، فأعطيته إياه فجاء به إليه صلى الله تعالى عليه وسلم ففتح الباب، وعثمان. هذا له صحبة وهجرة ولا ولد له وأبوه طلحة قتل بأحد كافراً ثم دفع المفتاح إلى عثمان وقال خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم. وقال القسطلاني ويقال له أي لعثمان الحجبي بفتح الحاء المهملة والجيم زاد في الفتح ولآل بيته بحجبهم الكعبة ويعرفون الآن بالشيبيين نسبة إلى شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وشيبة هذا من مسلمة الفتح وهو ابن عم عثمان بن طلحة المتقدم وعثمان لا ولد له كما مرّ.
خاتمة:
قال أكثر العلماء أن مكة فتحت عنوة واحتجوا بما وقع التصريح به في الأحاديث الصحيحة من الأمر بالقتال ووقوعه من خالد بن الوليد وتصريحه عليه السلام بأنها أحلت له ساعة من نهار ونهيه عن التأسي به في ذلك. وعن الشافعي أنها وقعت صلحاً بما وقع من التأمين ولإضافة الدور إلى أهلها ولأنها لم تقسم وأجبت بأن التأمين إنما يكون صلحاً إذ كف المؤمن عن القتال وقريش لم تلتزم ذلك بل استعدوا للحرب وقاتلوا فقاتلهم الصحابة حتى هزموهم ودخلوها عنوة وأجيب عن الثاني بأن ترك القسمة لا يستلزم عدم العنوة وقد تفتح البلدة عنوة ويترك لهم دورهم وغنائمهم وقد فتح أكثر البلاد عنوة فلم تقسم وذلك في زمن عمر وعثمان وقد زات مكة بأمر يمكن أن يدعى اختصاصها به دون بقية