للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أطتنا رجعت بقومك. فقال أف لكم بل أنتم أجبن أهل العسكر فحسبهم عنده وقال دلوني على رجل شجاع فأجمعوا له على رجل فخرج ثم رجع إليه قد أصابه كنحو ما اصاب من قبله قال ما رأيت؟ قال رأيت رجالاً بيضاً على خيل بلق ما يطاق النظر إليهم فوالله ما تماسكت أن أصابني ما ترى فلم يثن ذلك مالكاً عن وجهه، وروى ابن إسحاق أن هوازن سألت دريد بن الصمة الرياسة عليها فقال وما ذاك وقد عمى بصري وما استمسك على ظهر الرس ولكن أحضر معكم لأشير عليكم بشرط أن لا أخالف فقالوا لا نخالفك فجاء مالك بن عوف وكان جماع أمرهم إليه فقال لا نخالفك فقال ردريد إنك تقاتل رجلاً كريماً قد أوطأ العرب وخافته العجم وأجلى يهود ويومك هذا الذي تلقى فيه محمداً ما بعده يوم قال مالك إني لأطمع أن ترى ما يسرك فخرج مالك بالظن والأموال وأقبل دريد فقال لمالك مالي أسمع بكاء الصغير ونهاق الحمير وخوار البقر قال أردت أن أجعل خلف كل إنسان أهله ونماله يقاتل عنهم فقال دريد راعي ضأن والله ما له وللحرب؟ وقال وهل يرد المهزم شيء إنها إن كانت لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك فارفع الأموال والنساء والذراري إلى ممتنع بلادهم ثم ألق اقوم على متون الخيل فإن كانت لك لحق بك من ورائك وإن كانت عليك أحرزت أهلك ومالك، فقال مالك واله لا أفعل إنك قد كبرت وكبر عقلك، فغضب دريد وقال يا معشر هوازن ما هذا برأيي إن هذا فاضحكم وممكن منكم عدوكم ولاحق بحصن ثقيف وتارككم فانصرفوا وارتكوه. فسل مالك سيفه وقال إن لم تطيعوني فأقتلن نفسي، وكره أن يكون لدريد فيها ذكر فقال بعضهم لبعض لئن عصيناه ليقتلن نفسه وهو شارب ونبقي مع دريد وهو شيخ كبير لا قتال معه فاجمعوا رأيكم مع مالك فلما رأى دريد أنهم خالفوه قال:

(يا ليتني فيها جذع ... أخب فيها وأضع)

(أقود وطفاء الزمع ... كأنها شاة صدع)

وفطاء بفتح الواو وسكون المهملة وبالفاء والمد والزمع بفتح الزاي والميم صفة محمودة في الخيل انتهى كلام الزرقاني.

ولاصدع محركة من الأوعال والظباء الفتى الشاب القوي قاله في

<<  <  ج: ص:  >  >>