للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسلم انتهى.

وقوله لابن حجر ويقال أنه حبشي هو قول ابن عبد البر والصواب الأول كما في الإصابة نقله الزرقاني. ففي اقتصار اليدالي على أنه حبشي مخالفة لمن رأيت وهو تابع للقسطلاني في المواهب والله تعالى أعلم.

وروى مسلم عن العباس شهدت يوم حنين فلزمته صلى الله تعالى عليه وسلم أنا وأبو سفيان بن الحارث وأنا آخذ بلجام بلغته أكفها مخالفة أن تصل إلى العدو وأبو سفيان آخذ بركابه وفي البخاري عن البراء بن عازب وسأله رجل أفررتم عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يوم حنين فقال لا لكن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لم يفر كانت هوازن رماة وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا فأكببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسهام ولقد رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على بغلته البيضاء وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ بزمامها وهو يقول:

(أنا النبي لا كذر ... أنا ابن عبد المطلب)

وللبخراي في الجهاد فنزل أي عن البغلة فاستنصر وفي مسلم فقال الله أنزل نصرك وجمع بينهما هنا وبين ما مر عن مسلم أن أبا سفيان كان آخذاً بزمامها أولاً فلما ركضها عليه السلام في نحر العدو خشري العباس فأخذ بلجامها يكفها وأخذ أبو سفيان بالركاب وترك اللجام للعباس إجلالاً له لأنه عمه وفي مسلم عن البراء كنا والله إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا الذي يحاذيه يعني النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال في المواهب قوله لا كذب فيه إشارة إلى أن صفة النبوءة يستحيل معها الكذب وكأنه قال ولست بكاذب فيما أقول حتى انهزم بل أنا متقين أن ما وعدني به الله تعالى من النصر حق لا يجوز علي الفرار وفي ركوبه عليه السلام للبغلة في موطن الحرب والطعن والضرب مع أنها لا تصلح للكر ولا للفر وإنما هي من مراكب الطمأنينة دلالة على نهايته في الشجاعة وثبات القلب والتوكل على الله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>