ثم بع حنين "غزوة الطائف" وقدمها الناظم في البيت السابق لأنه لم يقصد ترتيب الغزوات وهو بلد كبير على ثلاث مراحل أو اثنتين من مكة من جهة المشرق، كثير الأعناب والفواكه، قاله في المواهب.
قال الزرقاني ولك الجمع بأن الثلاث من عمران مكة والاثنتين من آخر ما ينتهي إليها من توابعها المنسوبة إليها انتهى.
سمي بذلك لأنه طاف على الماء في الطوفان ولأن جبريل طاف بها على البيت، أو لأنها كانت بالشام فنقلها الله إلى الحجاز بدعوة إبراهيم، أو لأن رجلاً من الصدف أصاب دماً بحضرموت ففر إلى وج وحالف مسعود بن معتب وكان له مال عظيم فقال هل لك أن نبني طوفاً عليكم يكون لكم ردء من العرب؟ فقالوا نعم. فبناه وهو الحائط المطيف به، قاله في القاموس.
وقال في المواهب وقيل إن أصلها أي سبب تسميتها بذلك أن جبريل عليه السلام اقتلع جنة أصحاب الصريم فسار بها إلى مكة فطاف بها حول البيت ثم أنزلها حيث الطائف، وكانت أولاً بنوا حي صنعاء، قال الزرقاني وكانت قصة أصحاب الجنة بعد عيسى بزمن يسير ذكر هذا النقاش وغيره. وفي الروض قيل وج هو الطائف، وقيل اسم واد بها ويشهد له قول الشاعر:
(أتهدي لي الوعيد ببطن وج ... كأني لا أراك ولا تراني)
ويقال بتخفيف الجيم والصواب تشديدها، ويقال وج وأج بالهمز بدل الواد، قاله يعقوب. انتهى.
وعلى التشديد اقتصر القسطلاني وواوه مفتوحة سميت برجل من العمالقة وهو أول من نزلها، قاله في الفتح، قال الكلاعي ولما قدم فلُّ ثقيف الطائف أغلقوا عليهم أبواب مدينتهم وصنعوا الصانع للقتال، ولم يشهد حنيناً ولا الطائف عروة بن مسعود ولا غيلان بن مسلمة، كانا بجرش يتعلمان صنعة الدبابات والمجانيق؛ ثم سار صلى الله تعالى عليه وسلم إلى الطائف حين فرغ من حنين اهـ المراد منه.