من بني بدر فضربوه وضربوا أصحابه وأخذوا ما معهم وجمع بينهما بتعدد السبب بأن يكون زيد كما صح ذهب للتجارة فنهبوه فرجع فأخبره صلى الله تعالى عليه وسلم فبعثه إليهم في جيش وقال لهم اكمنوا النهار وسيروا الليل فكمن هو وأصحاب النهار والفعل كنصر وسمع وساروا الليل وعلم بهم بنوا فزارة وجعلوا ناظورا ينظر قدر مسافة يوم حنين حين يصبحون على جبل مشرف وجه الطريق الذي يرون أنهم يأتون منه فيقول لا بأس عليكم فإذا كان الليل أشرف على ذلك الجبل فينظر مسيرة ليلة فيقول ناموا لا بأس عليكم، فلما كان الصحابة على نحو ليلة أخطأ دليلهم الطريق وهو من بني فزارة فسار في أخرى حتى أحسوا فعاينوا الحاضر من بني فزارة فحمد وأخطأهم ثم صبحهم زيد وأصحابه وأحاطوا بالحاضر أي بمن حضر من فزارة فقتلوهم وأخذوا أم قرفة وابنتها جارية بنت مالك بن حذيفة وعمد قيس بن المحسر قال اليعمري بفتح السين المهملة وقد تكسر وقيل بتقديم السين على الحاء زاد في الإصابة وقيل ابن مسحل بكسر الميم وسكون السين وفتح الحاء المهملتين فلام وهو صحابي كناني ليثي إلى أم قرفة وهي عجوز كبيرة وكانت تسب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وربط رجليها بحبلين ثم ربطا إلى بعيرين ثم زجرهما فذهبا فقطعاها وقدم زيد فقرع باب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقام إليه عرياناً يجر ثوبه حتى اعتنقه وقبله وسأله فأخبره بما ظفره الله تعالى به هكذا ذكر هذه السرية ابن إسحاق وابن سعد والواقدي وابن عائذ وغيرهم وإن أميرها زيد بن الحارثة وفي صحيح مسلم وأبي داوود عن سلمة بن الأكوع بعث صلى الله تعالى عليه وسلم أبا بكر إلى بني فزارة وخرجت معه حتى إذا صلينا الصبح أمرنا فشننا الغارة فوردنا الماء فقتل أبو بكر أي جيشه من قتل ورأيت طائفة منهم الذراري فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل فأدركتهم ورميت بسهم بينهم وبين الجبل فلما رأوا السهم وقفوا وفيهم امرأة وهي أم قرفة عليها قشع من