محارب فأمره أن يشن الغارة عليهم فسار الليل وكمن النهار فهجم على حاضر منهم عظيم وقتل من أشرق منهم أي ظهر, وسبى سبيا كثيرا واستاق النعم وكانت الإبل مائتي بعير والغنم ألفي شاة وغاب خمس عشرة ليلة وكانت في السبي جارية وضيئة كأنها ظبي ووقعت في سهم أبي قتادة فجاء محمية بفتح الميم وسكون المهملة وكسر الميم الثانية وتخفيف التحتية ابن جزء بفتح الجيم وسكون الزاي فهمزة وكسر الميم الثانية وتخفيف التحتية ابن جزء بفتح الجيم وسكون الزاي فهمزة الزبيدي فقال يا رسول الله إن أبا قتادة قد أصاب جارية وضيئة وقد كنت وعدتني جارية فأرسل عليه الصلاة والسلام إلى أبي قتادة فقال هب لي الجارية فوهبها له فدفعها إلى محمية. وللعراقي:
(بعث أبي قتادة الأنصاري ... بعد إلى خضرة للمغار)
(على محارب بنجد سارا ... ليلا بهم وكمن النهارا)
(فقتلوا من جاء واستاقوا النعم ... وأخرج الخمس الأمير وقسم)
وقوله بعد بالضم أي بعد البعث المتقدم, وقوله بنجد لأن خضرة من نجد بعثه إلى غطفان انظر المناوي. ثم بعث أبي قتادة أيضا في ثمانية رجال في رمضان سنة ثمان إلى بطن إضم بكسر الهمزة وفتح المعجمة فميم على ثلاثة برد من المدينة فيما بين ذي خشب بضم المعجمتين وذي المروة كذا في المواهب وتعبيره ببطن ظاهر في أنه واد لأنهم يضيفون بطن إلى الوادي دون الجبل, وفي السيل أن إضما واد أو جبل لكن في القاموس إضم كعنب وجبل الوادي الذي به المدينة انتهى قاله الزرقاني. والذي رأيته في القاموس إضم كعنب جبل, والوادي الذي فيه المدينة النبوية صلى الله تعالى على ساكنها, عند المدينة يسمى القناة ومن أعلى منها عند الشد الشظاة ثم كان أسفل ذلك يسمى القناة ومن أعلى منها عند الشد الشظاة ثم ما كان أسفل ذلك يسمى إضماء, انتهى بحروفه فلعل ما للزرقاني سبق قلم من طابعه. وفي المناوي أنه واد بينه وبين المدينة ثلاثة برد, وقيل جبل لأشجع وجهينة وسببه أنه عليه السلام لما هم أن يغزو مكة بعث أبا قتادة ليظن