وضمها حصن وقرى من طرق الشام عرفت بدومة بن إسماعيل وقال له خالد كيف لي به وهو وسط بلاد كلب وإنما أنا في أناس يسيرين فقال عليه السلام إنك ستجده ليلا يصيد البقر فتأخذه فيفتح الله لك دومة فإن ظفرت به فلا تقتله وأت به إلي فإن أبى فاقتله, فخرج خالدا حتى كان من حصنه بمنظر العين في ليلة مقمرة صائفة, وهو على سطح له ومعه امرأته الرباب بكسر الراء وموحدتين وقينة تغنيه وقد شرب فبانت البقر تحك بقرونها باب الحصن, فقالت له امرأته هل رأيت مثل هذا قط, قال لا والله, قالت فمن يترك هذه, قال لا أحد. وفي رواية ولقد كنت أضمر لها الخيل اليومين والثلاثة وفي لفظ شهرا, ولكن قدر الله ونزل فأسرج فرسه وخرج هو وأخوه حسان في نفر فشدت عليه خيل خالد فاستأسر أكيدر فقتل أخاه حسان وهرب من كان معهما, فدخل الحصن فأغلقوه ثم أجار خالد أكيدر من القتل حتى يأتي به رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على أن يفتح له دومة, فانطلق به خالد حتى أدناه من الحصن فنادى أكيدر أهله, أن افتحوا باب الحصن فأبى مضاد أخو أكيدر, فقال أكيدر لخالد إنهم لا يفتحون ما رأوني في وثاقك فحل عني فلك الله والأمانة أن أفتحه لك إن أنت صالحتني على أهلي فصالحه على ألفي بعير وثمان مائة فرس, وأربع مائة درع وأربع مائة رمح على أن ينطلق به وبأخيه إلى رسول الله عليه السلام فيحكم فيهما حكمه فلما قاضاه على ذلك خلى سبيله ففتح الحصن فدخل خالد وأوثق مضادا وأخذ ما صالح عليه ثم قدم خالد بأكيدر عليه صلى الله تعالى عليه وسلم فحقن له دمه وصالحه على الجزية فرجع إلى قريته. وللعراقي:
(فبعثه إلى أكيدر دومة ... ابن الوليد خالدا في فئة)