(ثم بنى بها بعيدما ارتحل ... لطيبة وعمرها تسعا وصل)
قوله بعيد تصغير بعد وهو الذى يدل على قرب الزمن، وما مصدرية، وتسعا منصوب بوصل، وعمرها مبتدأ ووصل خبره، والجملة حالية، يعنى أنه صلى الله تعالى عليه وسلم بنى بعائشة رشي الله تعالى عنها أي دخل بها بعد ارتحاله بها لإلى طيبة وهي المدينة المنورة على ساكنيها أفضل الصلاة والسلام، وكان بناؤه بها فى شوال فى السنة الأولى بعد مقدمه المدينة بتسعة أشهر على الصحيح، والحال أن عمرها بلغ إذ ذاك تسع سنين، وقيل بنى بها فى شوال سنة اثنتين من الهجرة على رأس ثمانية عشر شهرا، وعليه فتكون لها عشر سنين ونصف سنة وكونه عليه السلام بنى بها ولها تسع سنين ثبت عنها فى الصحيحين وغيرهما وهو الذى ياتى عليه أنه بنى بها فى السنة الأولى، وروى ابن سعد وغيره عنها قالت أعرس بي على رأس ثمانية أشهر، وبهذا صدر فى الإصابة والعيون وفى مسلم عنها تزوجنى صلى الله عليه وسلم فى شوال بنى فى شوال، قال فى الفتح وإذا ثبت أنه بنى بها فى شوال من السنة الأولى قوي قول من قال دخل بها بعد الهجرة بسبعة أشهر وقد هاه النووي وليس بواه، إذا عددنا من ربيع وجزمه بأن دخوله بها كان فى الثانية يخالف ما ثبت أنه دخل بها بعد خديجة بثلاث سنين، وقال الدمياطي ماتت خديجة وعقد على سودة فى شوال ثم على عائشة ودخل بسودة قبل عائشة انتهى. ملخصا من الزرقاني وما صدر به فى المواهب من أنه بنى بها فى شوال سنة اثنتين ضعفه الزرقاني، وقال انه لا ياتى على قول المواهب انه بنى بها ولها تسع سنين كما ثبت فى الصحيحين- انتهى.
وهذا ظاهر لأنها إذا كانت فى شوال قبل الهجرة بثلاث سنين قد مضى لها ست سنين وبنى بها فى شوال سنة اثنتين على رأس ثمانية عشر شهرا فقد كانت حين الهجرة لها تسع سنين لأنه عليه السلام عقد عليها ولها ست سنين وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنين على ما