وقوله زينب مبتدأ وأم المساكن بدل منه أو بيان، وهو علم لها. قال فى المواهب وكانت تدعى فى الجاهلية أم المساكين لإطعامها إياهم- انتهى. وخبر المبتدإ الجملة بعده، والضمير المجرور بعن هو رابط المبتدأ، وقوله فقبل بالبناء للمفعول أي قبله الله تعالى، لأنه من شهداء أحد. وقد قال عليه السلام انه شهيد عليهم. وقال تعالى:{ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا}(إلخ .. ). يعنى أن زينب التى تدعى أي تسمى أم المساكين كانت تحت الصحابي الجليل عبد الله بالتكبير بن جحش، المجدع فى الله تعالى وكان تمنى ذلك فأعطيه وهو من بنى أسد من بنى خزيمة بن مدركة وياتي نسبه إن شاء الله تعالى عند ذكر أخته زينب رضي الله تعالى عنهما. واستشهد بأحد وتزوجها المصطفى صلي الله تعالى عليه وسلم بعده، كما أشار إليه بقوله:
( ... تزوجت خير نبي .. )
قوله تزوجت الظاهر انه معطوف بحرف محذوف، أي وبعد ابن جحش تزوجت خير نبي، وهي بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بفتح المعجمة والمهملة وبالفاء ابن قيس عيلان بن مضر، وكان تزوجه صلى الله تعالى عليه وسلم بها سنة ثلاث قاله في المواهب، قال الزرقاني كذا حكاه أبو عمر عن الزهري ورواه عنه ابن أبي خثيمة ولعلها كانت حاملا منه فأسقطت بعد موته فانقضت عدتها في تلك السنة وهذا متعين وإن لم يذكروه إذ وقعة أحد كانت في شوال سنة ثلاث باتفاق فلا يمكن انقضاء عدة الأشهر في السنة المذكورة انتهى. وقال قتادة كانت قبله عليه السلام تحت الطفيل بن الحارث بن المطلب وبهذا جزم ابن الكلبي وزاد فطلقها ثم خلف عليها أخوه عبيدة بن الحارث فمات شهيدا في المبارزة فخلف عليها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في رمضان سنة ثلاث، قال القسطلاني والأول أصح يعني كونها كانت تحت عبد الله بن جحش.