وسلم اذهب فاذكرني لها. ويروى أنه قال له: ما أجد فى نفسي أوثق منك، فاخطب زينب علي. قال زيد فذهبت إليها فجعلت ظهرى من وراء الباب وذلك من مزيد ورعه، حتى لا يراها وإلا فهذا كان قبل نزول الحجاب، قال زيد قلت يا زينب بعث رسول الله صلي الله تعالى عليه وسلم يذكرك، أي يخطبك، فقالت ما كنت لأحدث شيئا حتى أوامر ربي عز وجل أي أستخبره، فقامت إلى مسجد لها فأنزل الله تعالى:{فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} أي جعلناها لك زوجة بلا واسطة عقد على الصواب، الذى لا يجوز غيره، فإنها كانت تفحر بأن الله تعالى هو الذى زوجها. فجاء رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فدخل عليه بغير إذن. أخرجه مسلم وأحمد والنسائي من حديث أنس. وعند ابن سعد بسند مرسل: بينا رسول الله صلي الله تعالى عليه وسلم يتحدث عند عائشة إذا أخدته غشية فسرى عنه وهو يبتسم ويقول من يذهب إلى زينب فيبشرها. وتلا:{وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك وتقي الله}(الآية)، قالت عائشة فأخذنى ما قرب وما بعد، لما يبلغنا من جمالها وأخرى هي أعظم واشرف ما صنع لها زوجها الله تعالى من السماء، وعنده بسند ضعيف عن ابن عباس لما أخبرت زينب بتزويج رسول الله صلي الله تعالى عليه وسلم لها سجدت انتهى.
وعن الشعبي كانت زينب تقول لرسول الله صلي الله تعالى عليه وسلم إنى لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن: إن جدى وجدك واحد، وإن الله أنكحك إياي من السماء، وأن الساعي فى ذلك جبريل، تريد عبد المطلب لأنه أبو أمها.
وروي أنها كانت تقول: يا رسول الله ما أنا كأخد من نسائك، ليست كل امرأة من نسائك إلا زوجها أبوها أو أخوها أو أهلها غيرى، زوجنيك الله من السماء.
ولما تزوجها عليه السلام قال المنافقون: حرم محمد نساء الولد، وتزوج امرأة ابنه.
فأنزل الله تعالى:{ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} فأذهب الله بهذه