الآية ما وقع فى نفوس المنافقين وغيرهم، وكان اسمها برة بفتح الموحدة والراء المشددة فسماها النبي صلي الله تعالى عليه وسلم زينب، كراهة أن يقال خرج من عدة برة. أو ما هنا برة مثلا لحبه الفال الحسن، وأما أبوها فكان اسمه برة بضم الموحدة وشد الراء، فقالت زينب يا رسول الله لو غيرت اسم أبي فإن البرة صغيرة فقال لو كان أبوك مسلما لسميته باسم من أسمائنا أهل البيت، ولكني قد سميته جحشا والجحش أكبر من البرة. رواه الدارقطني وهي بنت جحش بن رياب بكسر الرء وخفة التحتية وتبدل همزة فألف فموحدة ابن يعمر بفتح التحتية وسكون العين المهملة وضم الميم ابن صبرة بفتح الصاد المهملة وكسر الموحدة ابن مرة ابن كبير ضد صغير، ابن غنم بفتح الغين المعجمة وسكون النون، ابن دودان بضم الدال المهملة وسكون الواو فدال أخرى فألف فنون، ابن أسد بن خزيمة بن مدركة. انتهى من الزرقاني.
ولما تزوجها صلي الله تعالى عليه وسلم أو لم عليها فأشبع المسلمين خبزا ولحما، ثم جلسوا يتحدثون فأطالوا الجلوس فإذا هو صلي الله تعالى عليه وسلم كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، وكان يستحي أن يقول لهم قوموا، فلما رأى ذلك قام وقام من قام وقعد ثلاثة، فجاء عليه السلام ليدخل على زينب فإذا القوم جلوس فى بيتها فرجع ثم انهم قاموا، قال أنس فأخبرت النبي صليي الله تعالى عليه وسلم انهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل فذهبت أدخل فألقي الحجاب بيني وبينه، فأنزل الله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبئ ... إلى قوله عظيما}. وفى البخاري عن أنس قال عمر قلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب. فأنزل الله تعالى آية الحجاب.
وروى الطبراني بسند صحيح عن عائشة: كنت آكل مع النبي صلي الله تعالى عليه وسلم فى قعب فمر عمر فدعاه فأكل، فأصاب أصبعه أصبعي فقال أوه، لو أطاع فيكن ما رأتكن عين فنزلت آية الحجاب.
ويمكن الجمع بأن هذا وقع قبل قصة زينب ولقربه منها أطلق نزول آية الحجاب بهذا السبب، ولا مانع من تعدد السبب. وكان تزويجها له