تعالى عليه وسلم لنفسه فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها صداقها كما أشار له بقوله (وعتقها مهر لها حقا جعل)
قوله جعل مبني للفاعل وفاعله ضمير يعود على قوله خيري الورى وعتقها بالنصب مفعول جعل وكذا قوله مهرا وحقا مصدر منصوب بعامل محذوف وجوبا لأنه مؤكد لمضمون الجملة ويمنع تقدمه على الجملة على الأصح كما في التسهيل.
قال الدماميني وعبارته في المتن توهم تجويز التوسط ولكن كلامه في الشرح يرفع هذا الإبهام، فيمنع التوسط انتهي، وبعضه بالمعني.
وللشيخ الجكني:
(ما وكد النفس أو العين منع ... تقديمه وقيل أيضا متسع)
وتقديرا العامل المحذوف هنا حقا ذلك حق.
وأشار بذلك إلى ما روي من أنه عليه السلام لما جمع السبي يوم خيبر جاء دحيه بكسر الدال وفتحها ومعناه بلغة اليمن الشريف ورئيس الجند وهو ابن خليفة الكلبي، فقال يا رسول الله أعطني جارية من السبي، فقال أذهب فخذ جارية، فأخذ صفية، فجاء رجل إليه صلى الله تعالى عليه وسلم فقال يا رسول الله أعطيت دحيه بنت حيي سيدة بني قريظة والنضير وذلك لن أمها ضره بنت السموال سيدة بني قريظة وأبوها حيي وهو سيد بني النضير، لا تصلح إلا لك، قال ادعوه بها، فجاء بها فقال عليه السلام له خذ جارية من السبي غيرها. وروي أنه أعطي دحيه بنت كنانة بن الربيع زوج صفية، قال أنس وأعتقها وتزوجها، فقال له ثابت البنانى ما أصدقها يا أبا حمزة؟ قال نفسها أعتقها وتزوجها. وللطبراني عنها أعتقني صلى الله تعالى عليه وسلم وجعل عتقي صداقي وهذا عند الأكثر من خصائصه صلى الله تعالى عليه وسلم، وذهب أحمد والحسن وابن المسيب وغيرهم غلى جوازه لغيره، قاله الزرقاني. ولام بلغ صلى الله تعالى عليه وسلم سد الصهباء حلت له وجهزتها له أن سليم فأهدتها له من الليل فأصبح عروسا وسد الصهباء