للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني أن آمنا صفية رضي الله عنها توفيت عام خمسين من الهجرة في رمضان في زمن معاوية ودفنت بالبقيع ولها نحو ستين سنة لأنها قالت ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كما رواه ابن سعد، وقيل ماتت سنة اثنين وخمسين في زمن معاوية أيضا وقيل سنة ست وثلاثين. قال في الأصابه وهو غلط فإن علي بن الحسين لم يكن ولد وقد ثبت سماعه منها وفى الصحيحين انظر الزرقاني.

(وعام سبع بعد فتح خيبرا ... ميمونة نكحها معتمرا)

قوله عام منصوب على الظرفية متعلق بنكح، وكذا قوله بعد، وميمونة مبتدا وخبره نكحها، ومعتمرا حال من فاعل نكح، يعني أنه صلى الله تعالى عليه وسلم تزوج آمنا ميمونة رضي الله عنها بعد فتح خيبر وكان فتحها في صفر سنة سبع من الهجرة على الراجح، وكان تزوجه بها بمكة وهو محرم بعمرة القضية في ذي القعدة وعلى هذا فيكون تزوجها بعد صفر الذي فتحت فيه خيبر بثمانية أشهر والله تعالى أعلم.

فيقال أنه عليه السلام أرسل جعفر بن أبي طالب يخطبها له، وجعلت أمرها إلى العباس فأنكحها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهو محرم، بهذا جزم ابن عباس في هذه الرواية وقد رواه عنه مالك والأئمة الستة وزاد في رواية البخاري في عمرة القضاء وبه احتج الحنفية على جواز نكاح المحرم وإنكاحه غيره، وأجاب الجمهور بأن قول ابن عباس وهم وإن كانت خالته كما قاله ابن المسيب. قال ابن عبد البر الرواية أنه تزوجها وهو حلال، متواترة عن ميمونة نفسها، وعن أبي رافع وسليمان بن يسار مولاها ويزيد بت الأصم ابن أختها وهو قول جمهور علماء المدينة وما أعلم أحدا من الصحابة روي أنه تزوجها وهو محرم سوي ابن عباس والقلب إلى رواية الجماعة أميل لأن الواحد إلى الغلط أقرب انتهي. وسبقه إلى نحو الإمام الشافعي وعلى أنه ليس بوهم فهو من خصائصه عند الجمهور النكاح حال الإحرام فلا يعارض قوله صلى

<<  <  ج: ص:  >  >>