قد جعل أمرك بيدك فإن أحببت أن تجعليه بيد؟ فقالت يا أبت إني امرأة أرغب فيما يرغب فيه النساء وأحب أن أصيب من الدنيا، فقال هذا من عمل هذين.
(وإذ مضى) محمد بن جعفر أي ذهب أي مات عنها (تزوجت عونا أخاه) أي أخا محمد فهو عون بن جعفر بن أبي طالب (وقضى) أي مات عنها.
وما ذكر الناظم من أن الأول تزوجها بعد عمر محمد بن جعفر خلاف ما اقتصر عليه فى المواهب من أن عونا هو الذى تزوجها أولا وسلمه شارحه وعزاه للدولابي، وكان عونا يشبه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم والله تعالى أعلم.
(فنكحت) هي أي أم كلثوم بعد موت عون على ما للناظم، (أخاه عبد الله) بن جعفر (وعنده) أي عند عبد الله بن جعفر (ماتت) أم كلثوم بنت علي رضي الله عن جميعهم، (بلا اشتباه) أي بلا التباس فى ذلك (مع ابنها زيد) بن عمر بن الخطاب (بوقت واحد فكان فيها) أي فى تلك الواقعة التى هي موتهما معا، (سنن) أي شرائع أي أحكام واضحة (للناقد) أي الفطن الذى يميز الصحيح من السقيم ويستنبط الأحكام والنقد فى الأصل تمييز الزائف من الدراهم وغيرهم، فاستعير هنا للفطن والله تعالى أعلم.
قال الوالد حفظه الله فى اللوامع واحتج ابن الماجشون بتقديم الحسين بن علي لعبد الله بن عمر للصلاة عليهما معا على أن ولى الرجل يقدم فى الصلاة ولو كان مفضولا، فإن الحسين أفضل من عبد الله فقدمه للصلاة على أم كلثوم بنت علي وابنها زيد بن عمر لما ماتا فى آن واحد وصلي عليهما معا، فكان فيهما سنن لم يورثا وحملا معا وجعل الغلام مما يلي الإمام ودفنا فى قبر واحد وولي الغلام القبلة وأجاب ابن رشد وغيره ممن يقول بتقديم ولى المرأة على ولى الرجل فى الصلاة عليها إذا كان وليها أفضل، بأن القضية إنما تحصل بها الحجة لو كان المقدم لعبد