صحيح مسلم ما يصرح بأنهما اثنان أنظر المواهب والعراقي.
(أول ما أرسله النبي ... لملك عمر هو الضمري)
(إلى النجاشي فلما قدما ... نزل عن فراشه فأسلما)
(وأركب المهاجرين البحرا ... إليه في سفينتين طرا)
(زوجة رملة عمر قبله ... له ومهرها النجاشي بذله)
قوله وأركب المهاجرين إلخ .. أي إليه عليه السلام حين بعث إليه عليه السلام مع عمرو بن أمية أن يجهز إليه أصحابه. وطرا أي جميعا؛ وقوله زوجه رملة أي بنت أبي سفيان، وكانت هاجرت مع زوجها عبيد الله بالتصغير بن جحش فارتد ومات نصرانيا بأرض الحبشة والعياذ بالله تعالى. وقوله قبله أي قبل عمرو العقد عنه عليه السلام انتهى.
وبعث النجاشي ولده في ستين نفر من الحبشة إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في سفينة فغرقوا وذلك باثر بعثه جعفرا ومن معه في سفينة أخرى انتهى.
(ودحية إلى هرقل أرسلا ... فشح ... )
دحية مفعول أرسل بعده وصرفه ضرورة وهو بفتح الدال وكسرها وهو بلغة اليمن الرئيس، وشح بحاء مهملة أي بخل بملكة فلم يسلم حرصا على ملكه يعني أنه عليه السلام أرسل دحية ابن خليفة ابن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس الكلبي وهو صحابي جليل يضرب به المثل في الحسن وكان جبريل ينزل في صورته وكان دحية إذا قدم المدينة، لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه، قاله المناوي إلى هرقل وهو اسم ملك الروم ولقبه قيصر، وكتب له أي لدحية كتابا يدعو فيه قيصر إلى الإسلام فلم يجب بل شح بملكه، وءاثر الفانية على الباقية، ولو تفطن لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم أسلم تسلم، وحمل الخبر على عمومه أي في الدنيا والآخرة لسلم لو أسلم من كل ما يخافه، لكن