للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التوفيق بيد الله قاله الزرقاني عن الفتح. وكان ارسال دحية إلى هرقل في مدة صلح الحديبية كما في البخاري عن أبي سفيان وذلك كان سنة ست اتفاقا فما في تاريخ خليفة بن خياط احد شيوخ البخاري ان ارساله كان سنة خمس غلط لمخالفته للصحيح انظر الزرقاني، ولفظ الكتاب بعد البسلمة من محمد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وفي رواية عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، وفي رواية إلى قيصر صاحب الروم: سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يوتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليم اثم الأريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون انتهى.

ولما رأى الكتاب غضب أخو قيصر غضبا شديدا واسمه يناق، بفتح التحتية وشد النون فألف فقاف، وقال ارم الكتاب، انه بدأ بنفسه وسماك صاحب الروم ولم يقل ملك الروم.

فقال له هرقل انك لضعيف الرأي، تريد أن أرمي بكتاب رجل ياتيه الناموس الأكبر، فإن كان رسول الله أنه لحق أن يبدأ بنفسه، ولقد صدق: أنا صاحب الروم. والله مالكي ومالكه، ثم أمر بإكرام دحية ورجع إلى حمص وجمع عظماء الروم وقال يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد آخر الأبد، وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي فصاحوا صيحة حمر الوحش إلى الأبواب ووجدوها قد غلقت فقال انما اختبرت شدتكم علي دينكم فقد رأيت منكم الذي أحببت، فسجدوا له ورضوا عنه. وفي رواية انه قال لهم: والله لقد قرأت فيما تقرؤن لياخذن ما تحت قدمي فهلم إلى ان نتبعه فنخروا نخرة رجل واحد فلما ظن أنهم ان خرجوا من عنده أفسدوا عليه الروم، قال إنما قلت لأعلم صلابتكم على أمركم. وفي رواية ابن حبان انه قارب الإجابة ولم يجب، فدل على استمراره على الكفر فإطلاق صاحب الاستيعاب انه آمن أي أظهر التصديق لكنه لم

<<  <  ج: ص:  >  >>