بالله تعالى. وهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري وسرح بمهملات وهو أول من كتب له عليه السلام من قريش، وهو ممن أهدر صلى الله تعالى عليه وسلم دمه يوم الفتح، ودخل به عثمان بن عفان على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأسلم بين يديه ولم ينقم عليه شيء بعد إسلامه وولاه عثمان مصر ففتح الله تعالى علي يديه إفريقية ومات ساجدا رضي الله تعالى عنه كذا فى ابن سيد الناس.
وفي الزرقاني أنه دعى أن يختم عمله بالصلاة، فسلم من الصبح التسليمة الأولى فهم بالثانية فقبض، والثاني منهم عبد الله بن خطل بفتح الخاء المعجمة وفتح الطاء المهملة فلام، واسم خطل عبد مناف، وهو من بنى تيم بن فهر بن غالب، وكان مسلما فبعثه عليه السلام مصدقا وبعث معه رجلا من الأنصار فعدى على الأنصاري فقتله ثم ارتد ولحق بمكة. وكان له جاريتان تغنيان بهجائه صلى الله تعالى عليه وسلم وكان قبل ردته يكتب قدام المصطفى فإذا نزل غفور رحيم كتب رحيم غفور فقال له المصطفى ذات يوم أعرض علي ما كنت، أملي عليك، فلما عرضه عليه قال له المصطفى كذا أمليته عليك، فقال ابن خطل إن كان محمد نبيا فإني ما كنت أكتب إلا ما أريد، فلما كان يوم الفتح أمر عليه السلام بقتله وإن وجد تحت أستار الكعبة، فلما رأى خيل الله دخله الرعب، حتى ما يستمسك من الرعدة، فأتى الكعبة فنزل عن فرسه وطرح سلاحه ودخل تحت أستار البيت فقتل. وقوله وءاخرا بهم إلخ .. يعني أن الثالث منهم لم يذكر اسمه. وفي ابن سيد الناس وذكر ابن دحية فيهم رجلا من بني النجار غير مسمى، قال كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ثم تنصر فلما مات لم تقبله الأرض انتهى. ومعنى لم يعد، لم يرجع، وغوى ضل، قاله كاتبه.
(وكان ممن يضرب الأعناقا ... بين يديه إن رأى شقاقا)