ونغتنم خدمته العظيمة وقالت حيوانات البر نحن أولى بذلك منكم، ننال شرفه وتعظيمه، فنادى لسان القدرة أن يا جميع المخلوقات ان الله كتب في سابق حكمته القديمة أن نبيه الكريم يكون رضيعا لحليمة الحليمة وذكر العزفي أن عبد المطلب وقت دخول حليمة سمع هاتفا يقول:
إن ابن آمنة الأمين محمدا ... خير الأنام وخيرة الأخيار
ما إن له غير الحليمة مرضع ... نعم الأمينه هي على الأبرار
مأمونة من كل عيب فاحش ... ونقية الأثواب والأزرار
لا تسلمنه إلى سواها إنه ... أمر وحكم جا من الجبار
وذكر ابن الطراح ومغلطاي والحافظ وأبو المظفر ان حليمة كانت ترقص النبي صلى الله عليه وسلم وهي تقول:
يارب إذا أعطيته فأبقه ... وأعله إلى العلا ورقه
(وفي رواية وأرقه) وادحض أباطيل العدى بحقه ( ... )
وقوله وادحض بكسر الحاء حذفت همزته للضرورة أي أذل، وذكر ان الشيماء أخته من الرضاعة كانت تحضنه وتقول:
(هذا أخ لم تلده أمي ... وليس من نسل أبي وعمي)
(فديته من مخول معمي ... فأنمه اللهم فيما تنمي)
رجل مخول معم أي كريم الأخوال والأعمام بكسر الواو والعين وفتحها ومنع الأصمعي الكسر وقال كلام العرب الفتح وقولها فأنمه اللهم من إطلاق السبب وإرادة المسبب، فالكثرة يلزمها القوة فكأنها قالت قوه فيمن قويت وزد رفعته أو بحذف مضاف أي اتم أتباعه. وقالت الشيماء أيضا:
ياربنا أبق أخي محمدا ... حتى أراه يافعا وأمردا
ثم أراه سيدا مسودا ... واكبت أعاديه معا والحسدا
وأعطه عزا يدوم أبدا
قال الأزدي ما أحسن ما أجاب الله دعاءها يعنى لرؤيتها إياه بجميع