وسلم وتجويز كون التضبيب من فعل أنس حفظا للقدح غير مرضي واشتري هذا القدح من ميراث النضر بن انس بثمانية ألاف درهم. وعن البخاري أنه رآه بالبصرة وشرب منه كذا في شرح المناوي. والذي في شرح القاري إن الذي اشتري من ميراث النضر وشرب منه البخاري كان مضببا بفضة ويمكن الجمع بأنه كان مضببا بكل من الفضة والحديد. والنبيذ ماء حلو يجعل فيه تمرات ليحلو وكان ينبذ له صلى الله تعالى عليه وسلم أول الليل ويشرب منه إذا أصبح يومه ذلك، وليلته التي يجئ والغد إلى العصر فإن بقي منه سقاه الخادم إن لم يخف منه اسكارا وإلا أمر بصبه وهو له نفع عظيم في زيادة القوة انتهى كلامه.
وقال جسوس في قوله لقد سقيت يقال سقي واسقي وكل منهما يستعمل في الخير وضده. {وسقاهم ربهم شرابا طهورا}[سورة الإنسان: ٢١]{وسقوا ماء حميما}[سورة محمد: ١٥]{وأسقيناكم ماء فراتا}[سورة المرسلات: ٢٤]{لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه}[سورة الجن: ١٦] خلافا لابن حجر لقوله سقي للخير واسقي للضده انتهى وقال لعله إنما سقاه الخادم لما حدث فيه من الرائحة التي تكره وقوله العسل أى ماء العسل لأنه يلحس ولا يشرب انتهى منه.
(ومغتسل من الصفر) أى وكان له عليه السلام إناء من الصفر يغتسل فيه والصفر بالضم من النحاس وصانعه الصفار والذهب الخالي ويثلث وككتف قاله في القاموس (وقصعة تمل) الظاهر أنه بضم الفوقية وكسر الميم ومفعوله محذوف أى الآكلين يعني أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان له قصعة تسمي الغراء وكانت كبيرة جدا تمل الآكلين منها أى تشبعهم حتى يملوا من الأكل لعظمها وبركتها والله تعالى أعلم.
وللحافظ العراقي:
(ركوته كانت تسمي الصادرة ... قصعته الغراء ليست قاصرة)
قال الأمام المناوي سميت الصادرة لأنه يصدر عنها بالري رواه أبو الشيخ وكانت قصعته تسمي الغراء ليست قاصرة أى ليست قليلة السعة بل كانت كبيرة جدا لا يحملها إلا أربعة رجال رواه أحمد وأبو