عند الرهان اتخذوه مطية فهم يتصرفون فيه كيف شاءوا ويتوصلون به إلى ما أرادوا (وأحرزوا) أي حازوا وأخذوا عنانه أي الجواد (في النطق) أي الكلام، جعل الكلام جواداً يمتطى وأضاف إليه العنان لأنه يضاف للخيل، وأخبر أنهم ملكوا مقود ذلك الجواد في حال تكلفهم بزمام البلاغة والفصاحة بأيديهم لكنهم لما سمعوا القرآن لم يخف على أهل الميز منهم أنه ليس من نمط فصاحتهم ولا جنس بلاغتهم، فانقادوا إليه مذعنين من بين مهتد ومفتون وعجزوا عن معارضته وصرحوا بجحده كما قال (بل خسروا) بكسر الراء أي انعقدت ألسنتهم عن مباراته (بل خسروا) بكسر الراء أي انعقدت ألسنتهم عن مباراته (وهم ألد اللد) الألد الخصم الذي لا يريع إلى الحق جمعه لد بضم اللام والجملة حالية واللد مضاف إليه ما قبله أي والحال أنهم أشد لدداً ممن يوصف باللد، (إلا عن الدعوى) أي إلا عن مجرد دعوى المعارضة مع العجز بقلوبهم لو نشاء لقلنا مثل هذا، وقد قال لهم الله:{ولن تفعلوا} فما فعلوا وما قدروا، ومن تعاطى ذلك من سخفائهم كمسيلمة الكذاب، كذف عواره لجميعهم وسلب ما ألفوه من فصيح كلامهم (ومحض الجحد) أي الإنكار المحض، أي الخالص فهو من إضافة الصفة للموصوف، فقالوا والعياذ بالله تعالى إن هذا إلا إفك افتراه. وقالوا أساطير الأولين وغير ذلك. وفي الشفا في وصف العرب: وأتوا من ذرابه اللسان ما لم يوت إنسان، ومن فصل الخطاب ما يقيد الألباب، يؤتون منه على البديهة بالعجب، ويدلون به إلى كل سبب، فيخطبون في المقامات وشديد الخطب، ويرتجلون فيه بين الطعن والضرب، ويمدحون ويقدحون، ويتوسلون ويتوصلون، ويرفعون ويضعون، فيأتون من ذلك بالسحر الحلال، ويطوقون من أوصافهم أجمل من سمط اللئال ويجرئون الجبان، ويبسطون يد الجعد البنان، ويصيرون الناقص كاملاً، ويتركون النبيه خاملاً، منهم البدوي ذو اللفظ الجزل، والقول الفصل، ومنهم الحضري ذو البلاغة البارعة، والألفاظ الناصعة والكلمات الجامعة، وكلا البابين فلهما في البلاغة الحجة البالغة، والقوة الدامغة، والقدح الفالج، والمهيع الناهج، لا يشكون أن الكلام طوع مرادهم. والبلاغة ملك قيادهم. قد حووا