من كلام ابن حجر. وفي سنن ابن ماجه انه,-صلى الله تعالى عليه وسلم-, قال في مرضه إيها الناس إن أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعزى بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري, فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي, انتهى من المواهب.
وما أحسن قول القائل:
اصبر لكل مصيبة وتجلدي ... واعلم بأن المرء غير مخلد
وإذا أتتك مصيبة تشجى بها ... فاذكر مصابك بالنبي محمد
واصبر كما صبر الكرام فإنها ... نوب تنوب اليوم تكشف في غد
وقال الأخر:
تذكرت أن قد فرق الدهر بيننا ... فعزيت قلبي بالنبي محمد
وقلت لها إن المنايا سبيلنا ... فمن لم يمت في يومه مات في غد
(وغسل المختار في الثياب)
يعني أنه-صلى الله تعالى عليه وسلم- لم يجرد من ثيابه التي مات فيها عليه السلام, بل غسل وهي عليه والمراد بها قميصه فالمراد بالجمع المفرد والله أعلم.
قال الحافظ العراقي:
غسل من بيره بئر غرس ... ولم يجرد من قميص اللبس
قال المناوي في شرحه اللبس بضم اللام وروي ابن إسحاق عن عائشة لما أرادوا غسله,-صلى الله تعالى عليه وسلم-, قالوا ما ندري أنجرده من ثيابه كما نجرد موتانا أم نغسله بثيابه؟ ! فلما اختلفوا ألقي الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو اغسلوه وعليه ثيابه فغسلوه وعليه ثيابه يصبون الماء فوق القميص, انتهى.