ونحوه في المواهب وعزاه للبيهقي, إلا أن لفظه فغسلوه وعليه قميصه يضعون الماء فوق القميص ويدلكونه بالمقيص, وقوله غسل من بيره إلخ أي بوصية منه, رواه ابن ماجه عن علي مرفوعا إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بيري بير غرس, وكانت بيرا لسعد بن خيثمة, وكان المصطفى,-صلى الله تعالى عليه وسلم-, يشرب منها, وغرس بفتح الغين المعجمة وسكون الراء فسين مهملة, انتهى من المناوي.
وذقنه هو بفتح الذال والقاف مجتمع لحييه, جمع القلة أذقان والكثرة ذقون كأسد وأسود, قاله في المصباح نقله الزرقاني وفي المواهب عن ابن ماجة فاغسلوني بسبع قرب من بير غرس, ثم قال وروى ابن النجار أنه -عليه الصلاة والسلام- قال رأيت الليلة أني على بير من الجنة, فأصبح علي بير غرس فتوضأ منها وبزق فيها, انتهى المراد منها.
وقوله من بيري أضافها إليه لأنه كان يشرب منها وبزق فيها وهي بقياء وحديث ابن ماجة سنده جيد, انتهى.
وغسل,-صلى الله تعالى عليه وسلم-, ثلاث غسلات الأولى بالماء القراح بفتح القاف أي الخالص الذي لم يخالطه كافور ولا غيره والثانية بالماء والسدر والثالثة بالماء والكافور وهو طيب معروف شجره بالهند والصين يظل خلقا كثيرا وتالفه النمور انظر الزرقاني.
(وولي الغسل من الأصحاب ... علي والعباس ثم ابناه
قثم الفضل ومولياه ... شقران مع أسامة)
يعني أن الذين تولوا غسله,-صلى الله تعالى عليه وسلم-, من أصحابه هؤلاء المذكورون وهم علي بن أبي طالب وهو الذي باشر الغسل وعمه العباس وابنه الفضل يعينانه في تقليب جسمه الشريف وقثم بضم القاف بن العباس ومولياه عليه السلام شقران بضم المعجمة وأسامة بن زيد وهؤلاء الثلاثة كانوا يصبون الماء وأعينهم مربوطة بعصابة وكان علي يدلكه بخرقة كما في العراقي, وقال ان ذلك من تحت