قال المناوي من تحته أي القميص, وقوله وهو له ولي أي وعلي هو الذي تولى غسله,-صلى الله تعالى عليه وسلم-, بوصية منه كما رواه الواقدي عنه. وأخرج الحاكم عن عبد الله بن الحارث قال غسل رسول الله,-صلى الله تعالى عليه وسلم-, علي وعلى يد علي خرقة فأدخل يده تحت القميص يغسله والقميص عليه انتهى كلام المناوي.
وفي المناوي وغسله علي والعباس وابنه الفضل يعينانه وقثم وأسامة وشقران مولياه يصبان الماء وأعينهم معصوبة من وراء الستر لحديث علي لا يغسلني إلا أنت, فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه رواه البزار والبيهقي وأخرج البيهقي عن الشعبي قال غسل علي النبي,-صلى الله تعالى عليه وسلم-, فكان يقول بأبي وأمي طبت حيا وميتا. وأخرج أبو داوود عنه ذهبت انظر ما يكون من الأموات فلم أر شيئآ وكان طيبا حيا وميتا, وفي رواية ابن سعد وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها وجعل على يده خرقة وأدخلها تحت القميص وذكر ابن الجوزي عن جعفر الصادق كان الماء يستنقع بكسر القاف أي يجتمع في جفونه,-صلى الله تعالى عليه وسلم-, فكان على يحسوه أي يشربه, انتهى المراد منها.
وقوله والعباس مبتدأ وابنه عطف عليه والخبر يعينانه أي في تغليب جسمه الشريف وضمير أعينهم للعباس ومن بعده لا لعلي, فإنه لم يعصب عينيه وطمست بفتح الطاء والميم زال ضوؤها وصورتها أى فإني أخشى على غيرك ان تحين منه لفتة فتطمس عيناه, وأما أنت يا علي فأعرف تحرزك عن ذلك فلا أخشى عليك.
وروي أن عليا نودي وهو يغسله أن ارفع طرفك نحو السماء خوفا أن يديم النظر إليه, وقوله سطعت أي ارتفعت قاله الزرقاني, قال مؤلفه سمح الله تعالى له وانظر ما مر عن البيهقي من أنهم يصبون فوق