ونحو ذلك تحت الميت في القبر، وشذ البغوي من أصحابنا فقال لا بأس بذلك لهذا الحديث، والصواب كراهة ذلك، كما قاله الجمهور. وأجابوا عن هذا الحديث بأن شقران انفرد بفعل ذلك ولم يوافقه أحد من الصحابة ولا علموا بذلك، انتهى.
(وكان في طيبة حافران للشق واللحد فجاء الثاني)
(وألحد القبر له ... )
يعني أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، لما أرادوا حفر قبره الشريف اختلفوا في الشق واللحد فقال المهاجرون شقوا كأهل مكة وقالت الأنصار الحدوا كما نحفر بأرضنا وكان في طيبة وهي المدينة حافران أحدهما مهاجري يشق وهو أبو عبيدة بن الجراح والثاني أنصاري يلحد وهو أبو طلحة زيد بن سهل، فقالوا نبعث إليهما فأيهما جاء قبل الآخر فعل فعله، فبعثوا إليها فجاء أبو طلحة أولا فألحد له فعلموا أن اللحد هو الذي اختار الله تعالى لنبيه، صلى الله تعالى عليه وسلم، وأنه الأفضل قال في المواهب وحفر أبو طلحة لحد رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، في موضع فراشه حيث قبض وقال الزرقاني في شرحه روى ابن سعد اختلفوا في الشق واللحد فقال المهاجرون شقوا كأهل مكة وقالت الأنصار ألحدوا كما نحفر بأرضنا، فقالوا ابعثوا إلي أبي عيدية وأبي طلحة فأيهما جاء قبل الآخر فليعمل عمله، فجاء أبو طلحة فقال والله إني لأرجو أن يكون الله قد اختار لنبيه أنه كان يرى اللحد، فيعجبه فألحد له، انتهى منه.
وقوله وألحد القبر له فاعل ألحد ضمير يعود على قوله الثاني وهو أبو طلحة لأنه هو الحافر للحد، وفي القاموس لحد القبر كمنع وألحد عمل لحدا انتهى. والضمير المجرور في البيت للنبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، فمعنى قوله ألحد القبر له أي عمله له لحدا، وفي الحديث اللحد لنا والشق لغيرنا وفي الرسالة واللحد أحب إلي أهل العلم من الشق وهو أن يحفر للميت تحت الجرف، وفي حائط قبلة القبر إذا كانت الأرض