ويحبس منهم يلتجئ إلى الدعاء فيفرج اللَّه عنه، بل إنهم كانوا يعتزلون الفتن لما تموج بالناس ويتوجهوا إلى اللَّه بالتضرع والدعاء، فلا تصيبه بشيء ولا يصيب المسلمين منه شيء يكرهونه وللَّه الفضل والمنة.
وقد نبّه العلماء على أهمية التوبة والتضرع والاستغفار في دفع العقوبات، وعلاقة ذلك بالذنوب والمعاصي قال شيخ الإسلام:"الفتن سببها الذنوب والخطايا فعلى كل من الطائفتين أن يستغفر اللَّه ويتوب إليه فإن ذلك يرفع العذاب وينزل الرحمة"(١)، وقال ابن القيم: "ومن آثار الذنوب والمعاصي أنها تحدث في الأرض أنواعا من الفساد؛ في المياه والهواء والزرع والثمار والمساكن. . . فكلما أحدثوا ذنبا أحدث لهم عقوبة، كما قال بعض السلف: كلما أحدثتم ذنبا أحدث اللَّه لكم من سلطانه عقوبة. . . ومن تأثير معاصي اللَّه في الأرض ما يحل بها من الخسف والزلازل، ويمحق بركتها. . . وكذلك شؤم تأثير الذنوب في نقص الثمار وما ترى به من الآفات، وقد ذكر الإمام أحمد في مسنده في ضمن حديث قال: وجدت في خزائن بعض بني أمية حنطةً، الحبة بقدر نواة التمرة، وهي في صرة مكتوب عليها: كان هذا ينبت في زمن من العدل، وكثير من هذه الآفات أحدثها اللَّه سبحانه وتعالى بما أحدث العباد من الذنوب، فإذا أراد اللَّه أن يطهر الأرض من الظلمة والخونة والفجرة، ويخرج عبدا من عباده من أهل بيت نبيه فيملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا، ويقتل المسيح اليهود والنصارى، ويقيم الدين الذي بعث اللَّه به رسوله، وتخرج