للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رضاك؟ قال: إذا استعملت عليكم خياركم فهو من علامة رضائي عليكم، وإذا استعملت عليكم شراركم فهو من علامة سخطي عليكم، وذكر ابن أبي الدنيا عن الفضيل بن عياض قال: أوحى اللَّه إلى بعض الأنبياء: إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني، وذكر أيضًا من حديث ابن عمر يرفعه: والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يبعث اللَّه أمراء كَذَبَة، ووزراء فجرة، وأعوانا خونة، وعرفاء ظلمة، وقرَّاء فسقة، سيماهم سيما الرهبان، وقلوبهم أنتن من الجيف، أهواؤهم مختلفة، فيتيح اللَّه لهم فتنة غبراء مظلمة، فيتهاوكون فيها، والذي نفس محمد بيده لينقضن الإسلام عروة عروة حتى لا يقال: اللَّه اللَّه، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن اللَّه عليكم أشراركم، فيسومونكم سوء العذاب، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليبعثن اللَّه عليكم من لا يرحم صغيركم، ولا يوقر كبيركم" (١)، وكان من دعاء ابن حمش: "اللهم بما كسبت أيدينا سلطت علينا من لا يعرفنا ولا يرحمنا" (٢)، وقال إسماعيل المزني في معتقد: "الطاعة لأولي الأمر فيما كان عند اللَّه عَزَّ وَجَلَّ مرضيا، واجتناب ما كان مسخطا، وترك الخروج عند تعديهم وجورهم، والتوبة إلى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ كيما يعطف بهم على رعيتهم" (٣).


(١) الجواب الكافي (٣١).
(٢) شعب الإيمان (٦/ ٢٣)، وانظر منهاج السنة (٤/ ٥٢٩).
(٣) اجتماع الجيوش الإسلامية (٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>