للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك؟ لعلك تريد حسن الخضاب، ونقاء الثوب؟ قال: نعم، فبكى وقال: كيف يستبين حزني على مصيبتي فيما سلفت من ذنوبي، والشاهد اللَّه، قال: وغشي عليه" (١).

٢٢ - حدثني محمد بن الحسين، حدثني محمد بن سهل الأزدي قال: حدثني عباد أبو عتبة الخواص (٢) قال: "رأيت شيخا في بيت المقدس كأنه قد احترق بالنار، عليه مدرعة سوداء، وعمامة سوداء، طويل الصمت، كريه المنظر، كثير الشعر، شديد الكآبة، فقلت: رحمك اللَّه، لو غيّرت لباسك هذا، فقد علمت ما جاء في البياض، فبكى وقال: هذا أشبه بلباس أهل المصيبة، فإنما أنا وأنت في الدنيا في حداد، وكأني بي وبك قد دعينا، فقال: فما تمّ كلامه حتى غشي عليه" (٣).


(١) إسناده حسن؛ موسى بن عيسى هو الليثي الخياط صدوق التقريب (٧٠٤٨)، الهم والحزن (٥٢) رقم (٥٢)، المرض والكفارات رقم (٢٦٠) بنفس السند والمتن، وجواب هذا الشيخ للوليد بن مسلم يظهر تأصل شبهة عنده وإلا فإن الحزن على الذنوب لا يلزم منه ما ذكر لا سيما وأنه مخالف للشرع كما أنكر عليه، فالعين تدمع والقلب يخشع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وكذلك لا نفعل إلا ما يرضيه وهذه فائدة العلم الشرعي.
(٢) وعباد بن عباد الرملي الأرسوفي، أبو عتبة الخواص، من فضلاء أهل الشام وعبادهم، صدوق يهم، أفحش ابن حبان فقال: يستحق الترك، توفي بعد المائتين، الثقات لابن حبان (٨/ ٤٣٥)، تهذيب التهذيب (٥/ ٨٥)، التقريب (٣١٣٤).
(٣) إسناده لين؛ فيه محمد بن سهل الأزدي وهو المعروف بمحمد بن أبي السري كما نبه عليه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (٢/ ٤٢٨)، وانظر تاريخ بغداد =

<<  <  ج: ص:  >  >>