للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصفها ابن القيم بأنها: "مسألة شريفة كبيرة القدر" (١)، وقد غلب على هذه الآثار الضعف حتى ظن بعض العلماء أنه لم يصح منها شيء، قال ابن عبد البر: "قد قالت العلماء بما وصفنا، واللَّه أعلم بالصحيح من ذلك، وما احتج به القوم فليس حجة واضحة، ولا هو مما يقطع بصحته؛ لأنه ليس فيه خبر صحيح يقطع العذر، ويوجب الحجة، ولا هو مما يدرك بقياس ولا استنباط، بل العقول تنحسر وتعجز عن علم ذلك" (٢)، ولما أجاب الآلوسي على هذه المسألة أحال على كتاب الروح لابن القيم فتعقبه الألباني رحمه اللَّه بقوله: "وقد ساق لها أدلة كثيرة من الكتاب والسنة والآثار عن الصحابة والتابعين، لكن الأحاديث التي أوردها ليس فيها ما يحتج به من قبل إسناده، وقد فاته حديث أبي هريرة وفيه: ". . . وإن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الأرض. . " الحديث. وسنده حسن وصححه السيوطي وقد خرجته في "الصحيحة" (٣).

وهذا التلاقي والتزاور يتضمن أن الأرواح لا تفنى بعد الموت، ولا تموت اللهم إلا إن سُمِّي مفارقتها للجسد موتا، فهو اصطلاحي، أما أنها


(١) الروح (١٧)، وممن أفردها بالبحث ابن رجب في أهوال القبور (١٢٨)، القرطبي في التذكرة (٦١)، والألوسي في الآيات البينات (٩١).
(٢) التمهيد (٥/ ٢٤٥).
(٣) الآيات البينات (١٠٢)، وانظر الصحيحة رقم (٢٦٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>