للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عذابا، حتى لو أن رجلا من أهل النار أخرج بالمشرق لمات أهل المغرب من شدة حرِّه، ولو أخرج بالمغرب لمات أهل المشرق من نتن ريحه، قال أبو برزة: شهدت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين تلاها فقال: "هلك قوم بمعاصيهم ربهم" [غضب عليهم، فأنى إذا غضب عليهم إلا أن ينتفع منهم (١) قيل: يا أبا برزة، ألا تخبرنا بأشد ساعات أهل النار عليهم؟ قال: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا} (٢) وينادون مالكا وخزنتها، فإذا يئسوا من الإجابة يجأرون إلى ربهم: ربنا ربنا، مقدار الدنيا سبع مرات، قال: فيسكت عنهم، حتى يظنوا أنما سكت عنهم ليخرجهم، فيقول لما يريد أن يقطع رجاءهم


(١) هكذا وردت العبارة في الكتاب المطبوع بتحقيق محمد خير وقال: "وهكذا وردت العبارة الأخيرة، وفيها "إلا" التي يبدو أنها مقحمة، وبحذفها تفهم العبارة، وقد أبقيتها حفاظا على الأصل، وخشية أن يكون الكلام متصلا بالحديث ويكون منه ولم يبد لي وجه تصويب ألفاظه، ويبدو أن ابن كثير نفسه أورد جزءا من الحديث لشكه أن يكون ما يليه منه وهو غير مفهوم"، قلت: لقد أحسن المحقق بعدم الحذف، وقد وردت الجملة عند السيوطي على الصواب وهو: "فأبى إذ غضب عليهم إلا أن ينتقم منهم"، وبالرجوع إلى المخطوط وجدت العبارة واضحة كما قالها السيوطي إلا أن "فأبا" كتبت بألف ممدودة، والعبارة ليست واضحة كما قال المحقق بحذف "إلا"، فإنه لا معنى لها كذلك بالحذف؛ إذ ما معنى قوله: "فأنى إذا غضب عليهم أن ينتفع منهم"؟ ، وهو سبحانه وتعالى لا ينتفع منهم حال الغضب والرضا على حد سواء وإنما الشأن في انتفاعهم منه بالمغفرة ونحوها، فقراءة الكلمة "فأبى" أولى من قراءتها "فأنى" واللَّه أعلم.
(٢) سورة فاطر، من الآية (٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>