أحاديثهم، وكثير منهم متهم أو شديد الضعف في الحديث.
٦ - أن الموجود من كتب هذا الإمام لم يلق العناية العلمية المناسبة لمنزلته، سواء المخطوط منها أم المطبوع، فإنك تجد نسخا لبعض كتبه سقيمة فيها تحريف وتصحيف كثير، أما المطبوع فالغالب عليه هذه السمة، بل منه ما لا قيمة له ويحتاج إلى إعادة تحقيق وطباعة، إلا النزر اليسير مما حقق في رسائل علمية، أو بجهود متميزة فردية.
٧ - أن ما ذكر من كونه يروي عن شيوخ مجاهيل وأناس لا يعرفون، لا ينبغي أن لا يتخذ مطية في سرعة الحكم على من لا يوجد منهم في كتب الرجال المشهورة بالجهالة؛ لأنني وقفت على كثير منهم بهذه المثابة، ولم يجده محققو كتبه، ومع ذلك وقفت له على ترجمة أو ذكر يبين حاله أو يقربه للباحث، فيجب إعمال الفكر والنظر واحتمال التصحيف والتدليس وتنويع البحث في غير المظان وهكذا.
٨ - من خلال مروري على آلاف الآثار التي رواها ابن أبي الدنيا عن القرون الأولى المفضلة تبيَّن لي صفاء توحيد العبادة وسلامته من الشوائب في تلك العصور؛ إذ كان هو السائد الغالب على الناس، فلا تكاد تجد مظهرا من مظاهر شركِ العبادة في الأقوال ولا الأعمال، فإن أعمالهم وأدعيتهم وأشعارهم وسائر حديثهم، لا تجد فيه إلا التوحيد الخالص وإفراد اللَّه بكل أنواع العبادة سواء ما روي في ذلك عن خاصتهم أم عامتهم، أو عن أهل حاضرتهم أو باديتهم.